السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"جيل زد" وتيك توك... إردوغان يسعى إلى جذب الشباب في تركيا قبل انتخابات 2023

المصدر: أ ف ب
أشخاص لوحوا بالاعلام التركية خلال مهرجان شباب الحكومات المحلية في حديقة الأمة في أنقرة (16 ت2 2021، أ ف ب).
أشخاص لوحوا بالاعلام التركية خلال مهرجان شباب الحكومات المحلية في حديقة الأمة في أنقرة (16 ت2 2021، أ ف ب).
A+ A-
مثل قرابة سبعة ملايين تركي، لا يعرف يوسف ضيا غولر سوى رجب طيب إردوغان رئيسا. وقد بات بإمكان هذه الفئة العمرية التصويت للمرة الأولى في الانتخابات العامة المقررة منتصف 2023.

لدى غولر كأبناء هذا الجيل ذكريات غير واضحة عن النهضة الاقتصادية في تركيا خلال العقد الأول من حكم إردوغان، وصورة واضحة عن الصعوبات في عقده الثاني.

واورد طالب الطب البالغ 20 عاما: "أنا متشائم حيال المستقبل"، معربا عن شكوك بشأن جميع الأحزاب السياسية.

وقال لوكالة فرانس: "نحن بلد لا يمكن التكهن فيه (بالمستقبل). كيف اعرف ما سيحصل بعد أن أتخرج اذا كانت جاهلا بما سيحدث بعد خمسة أشهر".

يعتقد المحللون أن ما يسمى "جيل زد" الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسيا مثل تركيا نفسها، يمسك بأحد مفاتيح مسار إردوغان الشائك نحو إعادة انتخابه ومساعيه لإبقاء الحزب ذي الجذور الإسلامية في السلطة لعقد ثالث على التوالي.

لكن بعكس شباب 2002 حين كان صعود إردوغان بمثابة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلا لإلقاء اللوم في متاعبهم على حكومته.

ومن بين تلك المتاعب تضخم هائل وعملة متدهورة واقتصاد متراجع يتقاضى فيه أكثر من 40 بالمئة من اليد العاملة الحد الأدنى من الأجور.

و"الوضع الاقتصادي الصعب حاليا من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان"، على ما ترى المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا عائشة علمدار أوغلو.

- تجربة تيك توك - 
يبدو إردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، مدركين جدا لأهمية كسب الشبان من طريق تنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الانترنت.

وجذبت هذه المساعي مزيدا من الانتباه في وقت تبرز تكهنات باحتمال أن يدعو إردوغان لانتخابات مبكرة لمباغتة خصومه.

وقال إردوغان في افتتاح مهرجان للشباب استمر ستة أيام في العاصمة أنقرة في تشرين الثاني 2021 إن "مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك".

وقالت علمدار أوغلو: "بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب... نرى أن الشبان يشكلون مصدر قلق كبير".

وواجهت مساعي الحزب الحاكم لجذب أبناء هذه الفئة المهمة صعوبات في البداية.

فقد اندلع سجال محدود في أيلول 2021 بسبب حساب على تيك توك يدعى إكس واي زد سوسيال، تقول وسائل إعلام معارضة إنه محاولة من حزب العدالة والتنمية للتودد الى ناخبي الجيل بنشر النكات والمقاطع المؤيدة للحكومة.

واختفى الحساب منذ ذلك الحين. لكن فرع الشباب بالحزب الحاكم لديه الآن حساب صغير مؤكد نشر عليه تسجيل مصور عن انجازات إردوغان في الحكم.

وقالت علمدار أوغلو إن حزب العدالة والتنمية جمع تقارير سعيا لتعليم "كوادر الحزب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية بفاعلية وسبل التحدث إلى جيل الشباب".

- "عمل رائع" - 
رغم تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة، لا يزال حزب العدالة والتنمية يحتفظ ببعض الجاذبية لدى الناخبين الأصغر سنا. وحضر آلاف منهم مهرجان تشرين الثاني حتى نهايته بعد كلمة إردوغان الافتتاحية.

ويقلل عبد الصمد سميز رئيس فرع الشباب بالحزب عن منطقة تشرشمبا (شمال) من أهمية تلميحات الى أن حزبه لا شعبية له بين المراهقين.

وقال سميز (28 عاما): "يقولون إن الشبان يبتعدون من حزب العدالة والتنمية، لكن لا شيء من هذا القبيل. إنها أكاذيب. حزب العدالة والتنمية يهتم بالشبان أكثر من غيرهم".

اشاد بعض الذين حضروا المهرجان بإردوغان لإسهامه في خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 إلى 18 عاما، معتبرين أن ذلك يظهر تفانيه تجاه الشباب.

وقال الطالب الجامعي أمر الله أيدين (19 عاما) خلال التجمع الذي عمته أجواء مرحة "هناك عمل رائع يتم".

ومع ذلك، ثبت أن كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.

ففي استطلاع شمل ثلاثة آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها 81، خلصت وكالة الاستطلاعات تركيا رابورو الى أن 58 بالمئة لن ينضموا لأي حركة سياسية أو حزب كسبيل لبناء مجتمع أفضل.

- ثقة ضعيفة -
وقال مدير تركيا رابورو تجان سلجوقي: "لا يعتقدون أن المشهد السياسي الحالي يمكنه أن يخدمهم".

وأوضح ان "لديهم ثقة ضعيفة جدا بالأحزاب السياسية أو المؤسسات السياسية عموما".

بدوره قال مراد غيزيجي من وكالة الاستطلاعات إن الجيل المولود بين 1980 و1999 يشمل العديد من الناخبين المترددين، وخصوصا من النساء، ما يجعلهم ربما أكثر أهمية في الانتخابات المقبلة مقارنة بالفئة الأصغر سنا.

وقال غيزيجي لصحيفة سوزجو: "هذه المجموعة التي تضم 18,4 مليون شخص تمثل 32,6 بالمئة من الناخبين".

غير أن الناخبين الشبان يمكنهم مع ذلك أن يحسموا مصير حزب ما في انتخابات متقاربة.

وأداء حزب العدالة والتنمية أسوأ من المعدل الوطني لدى الشبان، وفق سلجوقي، رغم أن "الفوارق (بين الأحزاب) لا تغير قواعد  اللعبة" في هذه المرحلة.

وحذر سلجوقي ايضا من اعتبار الشبان كتلة تصويت متجانسة، مؤكدا أن "الشباب متنوعون مثل الشعب التركي عموما".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم