الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الصراعات العسكريّة... كيف تؤثّر الحروب على النظم البئيّة؟

المصدر: "النهار"
قطيع أغنام يرعى بالقرب من آبار النفط التي أشعل فيها مقاتلو "داعش" النيران في بلدة القيارة جنوب الموصل، في العراق (أ ف ب).
قطيع أغنام يرعى بالقرب من آبار النفط التي أشعل فيها مقاتلو "داعش" النيران في بلدة القيارة جنوب الموصل، في العراق (أ ف ب).
A+ A-
تنتهي الحرب وتهدأ الصراعات. تُحصي الأطراف شهداءها وخسائرها المادية. توقّع المعاهدات والهدنات، وتُنسى البيئة. يحلّ اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، هذا العام، في ظروف ملبّدة، بين الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا، وصراع ناغورنو- كراباخ المستجدّ. تناقض وسخرية.
 
بيد أنّ الحديث عن الأثر البيئي للنزاعات العسكرية يبدو تافهاً، في أحيان كثيرة، بالنظر إلى الخسائر البشرية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الخلل في النظام البيئي الذي تُحدثه الحروب، عبر تهديد حياة الحيوانات والحشرات وتلف المحاصيل الزراعية وإلحاق الضرر بالثروة الحرجية وتسميم التربة، له انعكاسات جذرية وحتمية على البشرية.
 
مع أنّ الطبيعة قادرة على مداواة نفسها بنفسها، دون حاجة ملحّة لتدخل الإنسان -مدينة تشيرنوبيل الأوكرانية خير مثال- تبقى الحاجة الأساسية إلى حماية البيئة بعناصرها كافة، تفادياً لكوارث طبيعية مماثلة. وتجدر الإشارة، كذلك، إلى أنه، أثناء النزاعات، تفشل الحكومات في السيطرة على الموارد الطبيعية وإدارتها.
 
في حين لا يمكن اعتبار الاضطراب المناخي والتدهور البيئي سببين مباشرين لنشوب الصراعات، يمكن أن يؤديا إلى تفاقم مخاطر الصراع، إذ تقوض آثارها مجتمعة سبل العيش والأمن الغذائي والثقة في الحكومة والصحة والتعليم والمساواة الاجتماعية.
 
يذكر أنّ فرص اندلاع النزاعات تتضاعف متى ارتبطت بالموارد الطبيعية، سواء كانت موارد ذات قيمة عالية، مثل الأخشاب والماس والذهب والنفط، أو موارد نادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه.

في هذا الإطار، يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أنّ "ما لا يقل عن أربعين في المئة من الصراعات الداخلية، خلال السنوات الستين الماضية، كانت مرتبطة باستغلال الموارد الطبيعية".
 
لنعد إلى "اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية". يُحتفل بهذا اليوم سنوياً في 6 تشرين الثاني، في جميع أنحاء العالم، للتوعية حول حماية البيئة والنظام البيئي في أي ظرف. إذ أدركت الأمم المتحدة، التي تحمل شعار "السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة"، الأثر البيئي طويل الأمد للضرر البيئي الحاصل أثناء النزاع المسلح، على النظم البيئية والموارد الطبيعية. وفي عام 2016، اعتمد برنامج الأمم المتحدة للبيئة قراراً يعترف بدور النظم البيئية السليمة والموارد المدارة بشكل مستدام في الحد من مخاطر النزاعات المسلحة.
 
"إن أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فعلينا أن نعمل بجرأة وعلى وجه السرعة من أجل الحد من احتمالات تسبب التدهور البيئي وتغير المناخ في النزاعات"، يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، داعياً للالتزام "بحماية كوكبنا من آثار العجز الناتجة عن الحرب".

على خطٍّ موازٍ، أدّت عقود من الحروب، في دول عدّة، مثل أفغانستان وكولومبيا والعراق، إلى خسائر فادحة في الموارد الطبيعية، إذ شهدت أفغانستان زيادة مذهلة في انحسار الغطاء النباتي، حيث أبلغت بعض المناطق عن معدل إزالة الغابات بنسبة 95 في المئة.

كذلك، أضرم "تنظيم الدولة الإسلامية" في عام 2017، النيران في آبار النفط ومصنع للكبريت بالقرب من مدينة الموصل العراقية، ما أدى إلى تسميم الطبيعة والناس. كذلك الأمر بالنسبة إلى نيترات الأمونيوم الذي انفجر في الرابع من آب، في مرفأ بيروت، ولوّث مياه البحر والتربة.
 
وفي اليمن، كان للنزاع تأثير كبير على القطاع الزراعي الضعيف أساساً، ما أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتأثر المشاريع التي تهدف إلى حماية مناطق التنوع البيولوجي المتبقية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم