الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دول ثرية قد تخرج من جائحة ‘كورونا‘ بعد أسابيع

المصدر: "النهار"
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل يلقيان التحية على مناصريهما، "أ ب"
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل يلقيان التحية على مناصريهما، "أ ب"
A+ A-

يبدو أن العالم بدأ تدريجياً يتنفس الصعداء مع تراجع حالات الإصابة العالمية بفيروس "كورونا". بعدما وصل أعداد الإصابات اليومية العالمية إلى أكثر من 900 ألف في أواخر شهر نيسان 2021، انخفض هذا العدد إلى أقلّ من النصف حالياً. ففي الخامس من حزيران الحالي، تم تسجيل ما يزيد بقليل عن 400 ألف إصابة جديدة فقط. وبينما سُجّلت أكثر من 15700 وفاة في 29 نيسان الماضي، انخفض هذا العدد أمس إلى 9278. الرحلة لا تزال شاقّة، لكنّ مؤشّرات الانفراج تزداد مؤخراً.

يعود الفضل الأكبر في ذلك إلى انتشار اللقاحات الفعّالة. بحسب رئيس كلية الصحة العالمية في جامعة إدنبره البروفسور ديفي سريدهار، ستكون الحكومات الأسرع تلقيحاً لشعوبها قادرة على العودة إلى الحياة الطبيعية خلال أشهر، إن لم يكن أقلّ.

وذكر في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنّه مع تلقيح 80 إلى 90% من عدد سكان كل دولة، يصبح "كوفيد-19" قضية صحية قابلة للإدارة، كما هي الحال مع الحصبة والسعال الديكي. ووجدت "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" أن المتقدّمين في السن الذين تلقّوا لقاح "فايزر" أو "مودرنا" واجهوا احتمالاً لدخول المستشفى أقل بـ94% من أقرانهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

كذلك، وجدت دراسة في اسكوتلندا أنه بعد أربعة أسابيع على تلقي الجرعة الأولى من "فايزر" أو "أسترازينيكا"، انخفض احتمال دخول المستشفى بـ85% و94% على التوالي. وثمة بحث أولي في جامعة يال يشير إلى أنّ 30 إلى 40% من المصابين بـ"كورونا" الذين تلقوا اللقاح قالوا إنّ عوارضهم قد تحسّنت.

بحسب سريدهار، تلوح في الأفق نهاية الجائحة بالنسبة إلى الدول التي تملك تغطية واسعة من التلقيح والفحوصات والعلاجات. وثمة دراسة اسكوتلندية حديثة لم تخضع للمراجعة تقترح أنّ اللقاحات قد تكون قادرة على منع نقل العدوى.

إسرائيل في مقدّمة مطلقي برامج التلقيح تليها في مرتبة غير بعيدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. الاتحاد الأوروبي على طريق اللحاق بهذه المجموعة وستنضم إلى القائمة على الأرجح دول شرق آسيا والمحيط الهادئ.

في هذه الدول، ستصبح أعداد الحالات أقل أهمية بما أن العلاقة بين الاستشفاء والموت ستكون قد كُسرت إلى حد بعيد. لقد كان ذلك هدف العلماء الذين عملوا على إيجاد اللقاحات والعلاجات، وقد انتصر العلم. مع ذلك، ثمة مساحتان يمكن أن تعاود الشكوك البروز من خلالهما: ظهور طفرة جديدة تخفف فاعلية اللقاح ضد الموت والمرض الشديد، وكيفية التعامل مع الفيروس بين الأطفال والمراهقين الذين لم يتلقح قسم كبير منهم لكنهم معرضون لالتقاط العدوى. يبدو أنّ تلقيح الأطفال تحت 16 عاماً سيكون حتمياً بحسب الكاتب.

ويوضح سريدهار أنّ الجائحة لن تنتهي فجأة إذ يظهر التاريخ أنّ الجوائح تنتهي حين تتراجع كي تصبح كالتحديات الصحية الأخرى. إذا تفادت ظهور متحور مرعب، ستكون الدول الثرية من بريطانيا والولايات المتحدة على بعد أشهر، إن لم يكن أسابيع، من رؤية نهاية الجائحة.

لكن هذه ليست حالة الدول الفقيرة في أميركا اللاتينية والدول الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء أو دول جنوبي آسيا. بات يتوجب على الدول الثرية التي تخرج من الجائحة أن تهتم بالدول الأفقر وأن تضمن حصولها على الموارد التي تحتاج إليها. لن تنتهي الجائحة إلا بعد توقفها عن عرقلة الحياة في جميع الدول والمناطق حول العالم وفقاً للكاتب.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم