الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

واشنطن على خط المساعي في فيينا في محاولة إنقاذ الإتفاق النووي الإيراني

المصدر: النهار
إمرأة تجتاز شارعاً في طهران الإثنين. (أ ف ب)
إمرأة تجتاز شارعاً في طهران الإثنين. (أ ف ب)
A+ A-
بدأت الولايات المتحدة اعتبارا من أمس المشاركة في محادثات تجرى في فيينا، في محاولة لانقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة.
لكن الولايات المتحدة وإيران لن تكونا على الطاولة نفسها، وسيقوم الأوروبيون بدور الوسيط بين الطرفين، أملا في التوصل إلى نتائج ملموسة بعد الطريق المسدود في الشهرين الأخيرين.
 
وكتب علي واعظ من "مجموعة الأزمات الدولية إنترناشونال كرايسيس غروب": "هذه محطة مهمة تظهر أن الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن إيران، تحرص جديا على كسر الجمود وسيناريو الترقب القائم على القول +الكرة في ملعب المعسكر المقابل+".
وأعرب الرئيس الأميركي الجديد عن استعداده للعودة إلى الاتفاق المبرم في 2015 في فيينا ويهدف إلى الحؤول دون امتلاك طهران للسلاح النووي.
وكان سلفه دونالد ترامب انسحب من جانب واحد من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران وعمد إلى تشديدها كذلك.
 
إلا أن طهران لا تريد العودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي التي تخلت عنها تدريجا، ما لم ترفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
وقال واعظ إن الفكرة تقوم على "تحديد إطار لمراحل متوازية" بما ان أيا من الطرفين لا يريد القيام بالخطوة الأولى.
وأكدت سوزان ديمادجيو من مركز الابحاث "كارنيغي اندوومنت فور انترناشونال بيس" أنه "يمكن لكل من الطرفين بذلك انقاذ ماء الوجه ووضع خريطة طريق معا".
 
"ديبلوماسية مكوكية" 
فمن جهة يعقد اجتماع الثلثاء في الساعة 12,30 بتوقيت غرينتش للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) بحضور الأطراف الحاليين وهم إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا برعاية الاتحاد الأوروبي الممثل بالأمين العام المساعد لجهاز التحركات الخارجية أنريكه مورا.
وفي الوقت ذاته "تعقد اجتماعات خبراء على مدى 15 يوما أو شهر لا نعرف" على ما أوضح ديبلوماسي اوروبي مقره في العاصمة النمسوية.
 
ومن جهة اخرى سيجري الوفد الأميركي محادثات في مكان آخر مع ممثلين للاتحاد الأوروبي يقومون بدور الوسيط، من دون أي اتصال أميركي مباشر مع إيران، التي استبعدت "اي اجتماع" مع الولايات المتحدة.
 
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة الأنباء الروسية الاثنين، إن هذا الأمر "لا يسهل الوضع لكن الأمر لا يتعلق ... باستحداث شيء جديد بل العودة إلى ما كان موجودا في 2015".
 
ورأت مديرة سياسة حظر انتشار الأسلحة في جمعية "أرمز كونترول اسوسيييشن" كيلسي دافنبورت أن "الديبلوماسية المكوكية هذه ليست مثالية، لكن الاتحاد الاوروبي في موقع جيد لإخراج الوضع من الطريق المسدود، وتنسيق الإجراءات الضرورية لإحياء الاتفاق".
ودعت هذه الخبيرة "إلى بادرة أولى جريئة من الطرفين لإعطاء العملية دفعا وابداء إرادة سياسية من كل منهما".
 
عمل مضن 
وأوضحت أن واشنطن في إمكانها على سبيل المثال السماح "بعمليات مالية خارجية وتسهيل المساعدة الانسانية" من أدوية وأجهزة طبية خصوصا، في حين يمكن لطهران في المقابل وقف تخصيب الأورانيوم عند نسبة 20 %.
لكن خبراء يحذرون من أن المهمة لن تكون سهلة.
وقال الديبلوماسي الأوروبي "تكمن المشكلة في كل ما لا يمكن الرجوع عنه مثل نشاطات البحث التي أجرتها إيران" في الأشهر الأخيرة.
لكن هل ستقبل الإدارة الأميركية رفع كل العقوبات كما تطالب إيران؟
 
وجددت إيران التأكيد الاثنين على أن المطلوب في اجتماع فيينا هو "خطوة واحدة" تتمثل برفع العقوبات. وقالت إن "تحقيق أجندة (اجتماع) اللجنة المشتركة نتيجة من عدمه، يرتبط بتذكير الأوروبيين ومجموعة 4+1 للولايات المتحدة بواجباتها، وتطبيق الأميركيين لالتزاماتهم".
ومجموعة 4+1 هي الدول التي لا تزال منضوية ضمن الاتفاق، وتضم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.
وعشية اجتماع فيينا أعرب الأميركيون عن تفاؤلهم.
 
وقال المبعوث الأميركي روبرت مالي في لقاء تلفزيوني :"إذا أبدينا واقعية يمكننا أن ننجح. يجب أن نقوم بعمل مضن لدرس العقوبات لمعرفة ما يمكننا القيام به لكي تحظى إيران بمزايا كان من شأن الاتفاق توفيرها لها".
ونبهت دافنبورت من أن "عملية الفرز ستكون دقيقة"، مشيرة أيضا إلى وجود "أطراف تريد تقويض الاتفاق" في كل من البلدين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم