السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

اليوم الـ11 من الغزو الروسي: محاولة لإجلاء مدنيّين من ماريوبول... ومعارك عنيفة في محيط كييف (صور وفيديو)

المصدر: "أ ف ب"
مأساة اللجوء في أوكرانيا، ولحظات الوداع في محطة القطار (أ ف ب).
مأساة اللجوء في أوكرانيا، ولحظات الوداع في محطة القطار (أ ف ب).
A+ A-
تسعى سلطات ماريوبول إلى إجلاء مدنيين من الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر الأحد، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الروس دمّروا مطار فينيتسيا في وسط البلاد، وسط تواصل المعارك العنيفة في محيط كييف.

ديبلوماسيّاً، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اتصال مع بوتين الأحد الى "وقف إطلاق نار شامل وعاجل" في أوكرانيا، وحصل اتصال جديد بين بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، بعد أن حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربيين من أي تصرف عدائي.
 

وفي اليوم الحادي عشر من الحرب، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الفارّين من الغزو الروسي لأوكرانيا تجاوز 1,5 مليوناً، ما يخلق "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقما" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلنت بلدية ماريوبول الأحد أنّ ممرّاً إنسانيّاً سيُفتَح اليوم لإجلاء مدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا في جنوب شرق أوكرانيا، بعدما أفشل القصف الروسي محاولة السبت، وفق السلطات الأوكرانية. 

وأكدت البلدية أنه تم اتفاق على وقف إطلاق نار موقّت مع القوات الروسية في المنطقة. 

وقال رئيس البلدية فاديم بويتشينكو على موقع "يوتيوب"، مساء السبت، إنّ ماريوبول تعاني من وضع "صعب جدّاً" في ظل "حصار إنساني".

وأضاف أنّ القصف في الأيام الماضية تسبّب في سقوط "آلاف الجرحى" في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 450 ألفا على سواحل بحر أزوف. 

وأكد منسق حالات الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" لوران ليغوزا أن ليس لدى السكان ماء ولا طعام ولا تدفئة ولا كهرباء، لافتاً إلى أنّ الوضع "كارثي".

وسيشكل سقوط ماريوبول نقطة تحوّل في الغزو الروسي الذي بدأ منذ 24 شباط. فهو سيسمح بربط القوات القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والتي استولت على ميناءي بيرديانسك وخيرسون الرئيسيين، والقوات الموجودة في دونباس في الشرق حيث توجد مناطق انفصالية موالية للروس. وسيكون في إمكان هذه القوات المعززة حينها الصعود باتجاه وسط أوكرانيا وشمالها.
 

استمرار المقاومة في كييف 
 
ودمّر قصف صاروخي روسي مطار فينيتسيا في وسط أوكرانيا الأحد، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال الرئيس الأوكراني "لقد تبلّغت للتو بأن ضربة صاروخية استهدفت فينيتسيا. ثمانية صواريخ... لقد دُمّر المطار بالكامل".

ويقترب الجنود الروس أيضاً من كييف حيث يواجهون مقاومة صلبة.

ولم تتعرض العاصمة لقصف ليل السبت الأحد، ولكن قتالا عنيفا يدور في محيطها، وفق الإدارة الإقليمية الأوكرانية، لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كلم غرب كييف).

وقالت ناتاليا ديدنكو (58 عاماَ): "إنهم يقصفون المناطق السكنية: المدارس، الكنائس، الأبنية الكبيرة، كل شيء".
 

على بعد 25 كلم غرب العاصمة، قال جندي أوكراني لوكالة فرانس برس إنه ضمن مجموعة تراقب جسرا مفخخا بالكامل، الأخير الذي لا يزال قائما بين الجسور التي توصل الى كييف. وأضاف "إذا رأينا أن الروس يتقدمون، سنفجره".

وتستمر المعارك في تشيرنيغوف أيضاً (على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة)، بحسب الإدارة الإقليمية الأوكرانية.  

وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة.  

وتحدث فريق من وكالة فرانس برس زار المنطقة السبت عن مشاهد دمار.  

وقال أحد الناجين سيرغي "كانت الجثث في كل مكان على الأرض. كانوا ينتظرون في طوابير أمام الصيدلية هنا، وماتوا جميعاً".  

وأعلن الجيش الأوكراني عن "هجوم مضاد" لقواته في منطقة خاركيف (شرق) التي هي في مرمى نيران الجيش الروسي منذ أيام. 

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف على حسابه على فايسبوك الأحد "تم إيقاف العدو في كييف وخاركيف... والوضع تحت السيطرة". 

وأعلن الجيش الروسي في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأحد "تحييد" حوالى مئة طائرة، و778 دبابة ومركبة مصفحة أوكرانية. وأكد البيان تدمير مطار ستاروقسطنطينوف الواقع في منتصف الطريق بين مدينتي كييف ولفيف (غرب).

وأكدت موسكو الأربعاء مقتل 498 عسكريا روسيا وسقوط 2870 قتيلا في الجانب الأوكراني. من جهتها، أفادت كييف الأحد بمقتل أكثر من 11 ألف عسكري روسي، دون التحدث عن خسائرها العسكرية. ومن الصعب التحقق من صحة هذه الأرقام بشكل مستقل.

وأعلنت الأمم المتحدة مقتل 351 مدنيا وجرح أكثر من 700 آخرين، مشيرة الى أن "الحصيلة أكبر بكثير على الأرجح، وعمليات التحقق منها لا زالت جارية".
 

نزوح مستمر 
 
وتعم حالة من الفوضى في محطات القطارات في المدن الأوكرانية المهددة بتقدم القوات الروسية، مع سعي نساء وأطفال إلى الرحيل بحثا عن الأمان بعد وداع  أزواجهن وآبائهن الذين بقوا للقتال.

وقال أندري كيريتشينكو (40 عاماً) وهو عامل بناء في دنيبرو (وسط)، "نرسل زوجاتنا وأطفالنا إلى لفيف، أو ربما أبعد، ونبقى هنا... إنه وضع مروع". 

وقالت الأمم المتحدة إن 1,5 مليون شخص غادروا البلاد منذ بدء غزو أوكرانيا بينما هناك أكثر من مليون نازح في الداخل.

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأحد "هذه أزمة اللاجئين الأسرع تصاعدا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

ويثير هذا النزوح تعبئة كبيرة لا سيما في الدول المجاورة مثل مولدافيا التي زارها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد بعد زيارة إلى بولندا السبت. 

وأعلن أن واشنطن ستقدم 2,75 ملياري دولار (2,51 مليارا يورو) كمساعدات إنسانية. 

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر أن "مسائل الأمن" و"الدعم المالي لأوكرانيا" و"استمرار العقوبات ضد روسيا" كانت في صلب محادثة هاتفية بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن السبت.
 

 تحذيرات بوتين 
 
وحذر فلاديمير بوتين من فرض أي دولة منطقة لحظر الطيران فوق أوكرانيا، الإجراء الذي تطالب به كييف ويرفضه الحلف الأطلسي حتى لا يصبح في مواجهة مباشرة مع روسيا.  

كذلك قال الرئيس الروسي إن العقوبات الغربية التي تؤثر بشكل كبير على القطاع الاقتصادي والمالي الروسي "تقارب إعلان حرب".

وهدد بأن أوكرانيا قد تفقد "وضع الدولة" إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية. 

وتطالب موسكو خصوصا بأن تكون أوكرانيا "محايدة وغير نووية" وبإخلائها من السلاح، بينما تعتبر كييف التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن هذه مطالب غير مقبولة.

ويستمر بذل الجهود، ديبلوماسياً. فقد أجرى الرئيس الروسي السبت محادثات استغرقت حوالى ثلاث ساعات في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي عرض القيام بوساطة، مشددا على العلاقات المتينة للدولة العبرية مع روسيا وأوكرانيا. 

وتحدث بينيت الذي كان أول مسؤول أجنبي كبير يزور موسكو منذ الغزو، بعد ذلك عبر الهاتف إلى الرئيس الأوكراني قبل أن يتوجه إلى برلين حيث أطلع المستشار الألماني أولاف شولتس على محادثاته.

ولم يرشح الكثير عن تفاصيل المناقشات.

ودعا الرئيس التركي إلى "وقف شامل وعاجل لإطلاق النار" في أوكرانيا أثناء مكالمة هاتفية الأحد مع نظيره الروسي، وفق ما أفاد مكتب إردوغان.

وجاء الاتصال قبل أيام من منتدى ديبلوماسي مرتقب في مدينة أنطاليا التركية الجنوبية من 11 إلى 13 آذار يتوقع أن يحضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

كما حصل اتصال جديد اليوم بين ماكرون وبوتين الذي كان قال بعد آخر اتصال الخميس إن "الأسوأ لم يأت بعد".

وأكدت السلطات الأوكرانية أن جولة ثالثة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين ستعقد الإثنين لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة.
 

هروب رؤوس الأموال 
 
وتستمر الشركات الأجنبية بمغادرة روسيا بكثافة. 

وآخر هذه الشركات، المجموعتان الأميركيتان للبطاقات المصرفية فيزا وماستركارد اللتان أعلنتا السبت تعليق عملياتهما في روسيا. ولن تعمل بطاقات المجموعتين الصادرة عن البنوك الروسية في الخارج بينما لم تعد البطاقات الأجنبية صالحة في روسيا.

وعلق نظام الدفع PayPal أيضًا خدماته في روسيا، وفق بيان لرئيسه دان شولمان.

في روسيا، طلب البنك المركزي من المصارف الأحد التوقف عن نشر أرقام ميزانياتها المالية. وانهارت العملة الروسية بعد فرض عقوبات دولية ضد موسكو، وتم استبعاد بعض أكبر المصارف في روسيا من نظام "سويفت" المالي العالمي.  

وتُكثف السلطات الروسية الإجراءات للحد من هروب رؤوس الأموال.

من جهتها، أعلنت شركة إيروفلوت تعليق رحلاتها الدولية اعتبارا من الثامن من آذار. وقد أوصت هيئة تنظيم الطيران الروسية (روسافياتسيا) كل الشركات في البلاد بوقف الرحلات الجوية إلى الخارج لتجنب مصادرة طائراتها التي تملك معظمها شركات تأجير غربية. 

في الوقت نفسه، شهدت أوروبا تظاهرات مناهضة للحرب. فقد نزل حوالى أربعين ألف شخص إلى الشوارع في زوريخ السبت والعدد نفسه من المتظاهرين سجل في فرنسا من بينهم 16 ألفاً في باريس وآلاف في روما.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم