الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المتحوّران الجديدان من كورونا... احذروا مكر الطبيعة!

المصدر: "النهار"
فيروسات كوفيد-19، شباط 2020 - "أ ب"
فيروسات كوفيد-19، شباط 2020 - "أ ب"
A+ A-
لا يزال المتحوّران الجديدان لفيروس "كوفيد-19" يُقلقان الكثيرين بعدما وجد العالم بارقة أمل في اللقاحات الجديدة ضدّ الجائحة. ومنذ اكتشاف هذين المتحوّرين، سادت تساؤلات عن إمكانيّة تمتّعهما بالمناعة إزاء هذه اللقاحات.

تناولت مجلّة "إيكونوميست" هذه الهواجس. تشرح المجلّة البريطانيّة بداية أنّ "كوفيد-19" يتبع القواعد التطوّريّة. فالانتقاء الطبيعيّ قوّة تتمتّع بالزخم.

في ظروف لا يزال هنالك اختلاف حول تحديدها، اختار الانتقاء الطبيعيّ فيروس "كورونا" من خفّاش ثمّ كيّفه مع الناس. وتفشّت النتيجة حول العالم.

اليوم، ومع حدثين مستقلّين لكن صدفويّين، عدّل الانتقاء الطبيعيّ بشكل أكبر هذا الفيروس، خالقاً متحوّرين جديدين يطيحان النسخ الأساسيّة. يبدو محتملاً أنّ واحداً من هذين المتحوّرين سيصبح الشكل المهيمن لفيروس "سارس-كوف-2".

انتشرت الأخبار عن هذين المتحوّرين أواسط كانون الأوّل الماضي. في بريطانيا، نشرت مجموعة من الباحثين التسلسل الجينيّ للمتحوّر بي.1.1.7 فيما قامت مجموعة بحثيّة أخرى تدرس التهديدات الفيروسيّة الناشئة، بتوجيه نصيحة إلى الحكومة مفادها أنّ النسخة الجديدة من الفيروس أكثر قابليّة للتفشّي بنسبة تراوحت بين 67 و 75% من تلك المنتشرة أساساً في البلاد.

وفي جنوب أفريقيا، أعلن عالم الأوبئة البارز سليم عبد الكليم وجود متحوّر جديد "501.في2" الذي وبحلول ذلك الوقت، كان مسؤولاً عن 90% من الإصابات الجديدة في كيب الغربية. ووُجد هذا المتحوّر الجديد أيضاً خارج جنوب أفريقيا مثل أوستراليا وبريطانيا واليابان وسويسرا.

إلى الآن، تقترح الأدلّة أنّه على الرغم من سرعة تفشّيهما، لا يشكّل المتحوّران الجديدان خطراً أكبر من النسخ الأساسيّة للفيروس، وفقاً لأساس كلّ حالة على حدة. عمليّاً، يسلك المتحوّران الجديدان المسار الذي يتوقّعه علماء الأحياء التطوّريّة في الوصول إلى مُمرِض جديد ناجح على المدى الطويل: يصبح المتحوّر أسرع في الانتقال من شخص إلى شخص عوضاً أن يكون أكثر فتكاً. والسرعة التي ينتقلان عبرها تلفت النظر.

ردّاً على سؤال ما إذا كان المتحوّران الجديدان سيقاومان اللقاحات، تجيب المجلّة: "على الأرجح لا". إذ ستكون صدفة ضئيلة الاحتمال أن تستطيع الطفرات التي تنتشر في غياب اللقاح حمايةَ الفيروسات التي تحملها من الاستجابة المناعيّة التي يثيرها هذا اللقاح.

مع ذلك، لا يوجد ضمانات بالنسبة إلى المستقبل وفقاً للمجلّة. إنّ البروز السريع لهذين المتحوّرين يظهر قوة التطور. إذا كان هنالك مجموعة من الطفرات التي بإمكانها الالتفاف حول الاستجابة المناعيّة التي يخلقها اللقاح، فهنالك فرصة عادلة لكي تجدها الطبيعة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم