اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لماذا تبدو الفرص ضئيلة أمام التوصل إلى اتّفاق جديد مع إيران؟
05-12-2020 | 22:04
المصدر: "فورين بوليسي
"النهار"
رأى الصحافي والمحلل الإيراني سعيد جعفري في مجلّة"فورين بوليسي" أنّ لدى الرئيس المنتخب جو بايدن نافذة ضيّقة كي يعقد اتّفاقاً جديداً مع إيران. سيدخل بايدن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني وسيكون أمامه خمسة أشهر فقط قبل الانتخابات الرئاسيّة في حزيران المقبل والتي من المتوقع أن يفوز بها المتشدّدون.
وذكر أنّ المتشدّدين عارضوا الاتّفاق قبل فترة طويلة من انسحاب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من الاتّفاق في أيّار 2018. وفي الظروف الحاليّة، ليس للإصلاحيّين والمعتدلين أي فرصة للفوز بالانتخابات إلا في حال عودة الاتّفاق إلى مركز السياسات الإيرانية. إنّ إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ستعزّز الاقتصاد الإيرانيّ وترفع قيمة الريال الإيرانيّ قبل الانتخابات. لكن حتى مع هذا التطور، سيجد المعتدلون صعوبة في إقناع الناخبين بالقدوم إلى مراكز الاقتراع. ومن دون إعادة إحياء الاتفاق، سيخسر هؤلاء حكماً.
أضاف جعفري أنّ المتشدّدين غاضبون من فوز بايدن لأنّه لو فاز ترامب لكان بإمكانهم إسقاط الإصلاحيين والمعتدلين. وهم الآن قلقون من أنّ المعسكر الثاني يمكن أن يبقى في السلطة مع دخول بايدن البيت الأبيض. وإذا وضع بايدن شروطاً مسبقة غير نوويّة للعودة إلى الاتفاق، مثل سجلّ حقوق الإنسان وبرنامجها الصاروخي، فسيستفيد المتشدّدون الذين يريدون تخريب الاتّفاق. ولم تترك العقوبات الكثيرة التي فرضها ترامب مجالاً كبيراً للتحرّك أمام الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو لا يملك أي حيلة أمام المتشددين في الصراع الداخليّ.
لكن حتى إذا تمّ إحياء الاتّفاق، ودخل المعتدلون المعترك الرئاسيّ، وقد يكون من بينهم وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف، لن يكون هنالك ضمانة بأن يتوجّه الشعب الإيراني الغاضب والمنهك إلى صناديق الاقتراع بكثافة. وحين تكون نسبة الاقتراع منخفضة في إيران، يفوز المتشدّدون عادة. عندها، سيكون على فريق بايدن الاستعداد للتفاوض مع رئيس شبيه بمحمود أحمدي نجاد خلال السنوات الأربع المقبلة، مع فريق من المفاوضين أقلّ ودّاً من روحاني وظريف بحسب جعفري.
