السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تفاؤل حذر بشأن التفاهم حول الاتفاق النووي... رئيس وكالة الطاقة الذرية في طهران

المصدر: "ا ف ب"
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني خلال زيارة إلى طهران (أرشيفية - أ ف ب).
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني خلال زيارة إلى طهران (أرشيفية - أ ف ب).
A+ A-
يجري المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران اليوم، في أجواء من التفاؤل الحذر بشأن التوصل إلى تفاهم خاصّ بالاتفاق النووي.

وكان غروسي قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة الإيرانية في زيارة تأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق الموقّع في 2015.

ويُفترض أن يسمح هذا الاتفاق الذي وقعته إيران مع ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بمنع إيران من امتلاك سلاح ذرّي تنفي طهران باستمرار السعي للحصول عليه.

وقال غروسي في تغريدة قبل سفره إلى العاصمة الإيرانية: "أتوجه الى طهران اليوم لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين للتطرق إلى مسائل عالقة في إيران"، مؤكّداً أنّ "التوقيت حساس، لكن يمكن تحقيق نتيجة إيجابية للجميع".

وسيلتقي غروسي اليوم رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد اسلامي، حسب بيان لهذه الهيئة.

وتأتي زيارة غروسي بعد تأكيده أنّ الوكالة "لن تتخلى أبداً" عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود موادّ نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها.

وتؤكّد الجمهورية الإسلامية من جهتها أنّ انجاز تفاهم في مباحثات فيينا لن يتحقق ما لم يُغلق هذا الملف الذي تضعه في إطار "مزاعم سياسية".

ويُفترض أن يعقد غروسي مؤتمراً صحافياً عند عودته إلى فيينا مساء اليوم السبت.

وتهدف المفاوضات الجارية في فيينا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق المبرم في 2015 ودفع إيران إلى احترام تعهداتها مجدداً.

 وكان هذا الاتفاق سمح برفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها في ظلّ برنامج رقابة من الوكالة يعد من الأكثر صرامة.

لكنّ الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 في عهد إدارة دونالد ترامب وأعادت فرض العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني. وردّاً على هذه الخطوة، تراجعت طهران تدريجياً عن غالبية التزاماتها النووية، خصوصاً تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تفوق كثيراً السقف المحدد في الاتفاق.


"مستعدون للعودة"
قال  وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات جوزيب بوريل، أمس، إنّه يأمل "في تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع" من أجل "إحياء اتفاق" 2015 لكنه أكّد في الوقت نفسه استمرار وجود نقاط خلافية.

من جهتها، صرّحت رئيسة الوفد البريطاني المفاوض ستيفاني القاق أنّ الدبلوماسيين الأوروبيين في فيينا سيعودون إلى عواصمهم قريباً للتشاور.
 
وقالت "نحن قريبون" من اتفاق، موضحة أنّ مفاوضي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "سيغادرون فيينا قريباً لإطلاع الوزراء، ومستعدون للعودة قريباً". 

وتشارك الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب روسيا والصين منذ أشهر في محادثات فيينا التي تجري بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة.  

وصرّحت الدول الثلاث الخميس أنّ "اتفاق محتملا" بات "وشيكاً"، داعية إلى حلّ القضايا العالقة "بسرعة".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنّه "مستعدّ للذهاب إلى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمر المتبقية (...) بما في ذلك الضمانات الاقتصادية الفاعلة".

لكنّه لم يوضح ما هي هذه الضمانات أو "الخطوط الحمر".


أمر "ملح"
يعتبر الغربيون أنّ الأيّام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لأنهم يعتقدون أنّ وتيرة التقدم النووي لإيران ستؤدي إلى تقادم الاتفاق قريباً. وأكّدت فرنسا أنّ إبرام اتفاق "هذا الأسبوع" أمر "ملح". 

ويرى مراقبون أنّ الغربيين قد يغادرون المفاوضات إذا لم يتم التوصّل إلى تسوية في نهاية هذا ألأسبوع.

وبالتزامن مع مفاوضات فيينا واصلت إيران بناء مخزوناتها اليورانيوم المخصب.

وتفيد تقديرات في منتصف شباط بأنّ إجمالي احتياطي طهران ارتفع إلى إلى 3197,1 كيلوغراماً، مقابل 2489,7 كيلوغراماً في تشرين الثاني، بعيداً عن السقف البالغ 202,8 كيلوغرام (أو 300 كيلوغرام ما يعادل سادس فلوريد اليورانيوم).

ويفيد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه وكالة "فراس برس" الخميس بأنّ هذا الاحتياطي أكبر بـ15 مرّة من الحدّ الذي يسمح به اتفاق 2015.

وتجاوزت إيران مطلع العام الماضي معدّل التخصيب المحدد بـ3,67 في المئة في اتفاق 2015 ورفعته أوّلاً إلى 20 في المئة. وبعد ذلك تجاوزت العتبة غير المسبوقة البالغة 60 في المئة مقتربة بذلك من التسعين في المئة التي تسمح بصنع قنبلة. 

وسيدرس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا التقرير الأسبوع المقبل بينما يأمل المفاوضون في التوصّل إلى حلّ قبل ذلك.

وتعود آخر زيارة لغروسي إلى إيران إلى تشرين الثاني.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم