احتجاجات ضد الانقلاب في ميانمار والجيش يواصل اعتقالت
06-02-2021 | 00:00
المصدر: النهار
تجمّع المئات أمس في رانغون احتجاجاً على الانقلاب الذي أطاح حكومة أونغ سان سو تشي المدنية، فيما يواصل الجيش اعتقال سياسيين وناشطين.
وتظاهر مئات من الأساتذة والطلاب أمام جامعة في رانغون، في أكبر تظاهرة حتى اليوم منذ الانقلاب العسكري.
وأدى المتظاهرون التحية بالأصابع الثلاثة في خطوة تدلّ على المقاومة استخدمتها حركات مؤيدة للديموقراطية خصوصاً في تايلاند، وغنوا نشيداً قديماً اشتهر أثناء انتفاضة العام 1988 التي قمعها الجيش بعنف وهتفوا بشعارات مؤيدة لأونغ سان سو تشي.
وقال أستاذ التاريخ وين وين ماو "طالما سيبقون (العسكريون) في الحكم، لن نأتي للعمل. إذا فعل كل الناس ذلك نظامهم لن يصمد".
وكذلك توقف موظفون في وزارات عدة في العاصمة عن العمل بشكل موقت ولفوا رؤوسهم بعصابات باللون الأحمر الذي يرمز إلى حزب أونغ سان سو تشي الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، بحسب صحافيين.
وفي اليوم السابق، شارك محامون وأطباء في التجمع الاحتجاجي، في وقت كان سكان رانغون يطلقون أبواق السيارات ويطرقون على أواني الطبخ لليلة الثالثة على التوالي "لطرد الشياطين" العسكريين.
عشرات التوقيفات
ويواصل العسكريون الذين أنهوا بانقلابهم الاثنين عملية الانتقال الديموقراطي الهشة أصلاً في البلاد، اعتقالاتهم على الرغم من الإدانات الدولية.
وأعلن ناطق باسم حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية توقيف هين هتين (79 سنة) أحد قدامى أعضاء الحزب "في منزل ابنته" في رانغون فجر الجمعة.
وكان هتين قد أعلن الأربعاء لإذاعة فرنسا الدولية :"أتوقع أن يتم توقيفي، لكنني لست قلقاً، نحن معتادون على النضال السلمي"، علماً أن الرجل قضى عشرين عاماً في السجن بين 1989 و2010 إبان حكم الجيش.
وأوقف أيضاً المخرج مين هتين كوكو غيي الذي سبق أن سجن لانتقاده الجيش، وفق ما أفاد ابن أخيه.
وبعد أربعة أيام على توقيف أونغ سان سو تشي المتهمة بانتهاك قانون تجاري، اعتقل نحو 150 مسؤولا سياسياً وناشطاً، بحسب رابطة دعم السجناء السياسيين وهي منظمة غير حكومية مقرها رانغون.
ولا تزال الأحداث في رانغون تشغل المجتمع الدولي.
وحض الرئيس الأميركي جو بادين الجنرالات على "التخلي عن السلطة" فيما تدرس إدارته فرض "عقوبات هادفة" بحقّ بعضهم.
لكنّ الأمم المتحدة خفّفت اللهجة. وتبنّى مجلس الأمن بياناً مشتركاً أعرب فيه عن "قلقه العميق" من الأوضاع في ميانمار ودعا لإطلاق سراح المعتقلين، من دون إدانة الانقلاب.
دعم من بيجينغ وموسكو
وعارضت الصين وروسيا مثل هذه الإدانة، وفقاً لديبلوماسيين تحدثوا شرط عدم كشف هوياتهم.
ولا تزال بيجينغ الداعم الرئيسي لميانمار في الأمم المتحدة، حيث أحبطت أي مبادرة ضدّ الجيش خلال أزمة مسلمي الروهينغا.
ولا يزال الخوف مسيطراً في البلاد التي عاشت بالفعل ما يقرب من 50 عاما تحت الحكم العسكري منذ استقلالها عام 1948.
لكن ومنذ عمليات القمع الأخيرة التي عاشتها البلاد في 1988 وثم 2007، تغير الكثير، إذ أصبح السكان يستخدمون الانترنت للمقاومة.