هل تُكرّر انتخابات 2020 سيناريو رئاسيّات 2000؟

 "النهار"
 
نفى الكاتب السياسي في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية ريتشارد وولفه أن تشهد الانتخابات الرئاسية الحالية تكراراً لسيناريو سنة 2000 لأنّ حملة نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تتفادى الوقوع في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها حملة المرشّح آل غور سنة 2000.

فطوال أسابيع عدّة، عانى فريق عمل غور في مواجهة ادعاء الفوز الذي أطلقه الجمهوريون والرئيس الأسبق جورج بوش الابن. وطالب هؤلاء آنذاك بإعادة احتساب المحكمة العليا 537 صوتاً فاصلاً عن الفوز. في ذلك الوقت، أصرّ فريق بوش على أنّ منافسيهم كانوا يحاولون قلب النتائج. لكنّ الأخيرة لم تكن نهائية بحسب الكاتب.

أضاف وولفه أنّ جو بايدن حاول إيقاف القطار قبل أن يغادر المحطّة ليلة الانتخابات. وأكّد أنّه ومنافسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليسا في موقع من يجزم بهويّة الفائز. وكتب أنّه خلال الأيّام القليلة المقبلة، قد يسود شعور بأنّ الانتخابات الرئاسية الحالية هي تكرار لاستحقاق سنة 2000. لكنّها ليست كذلك.

وأشار إلى احتمال وجود عدد من الخلافات القانونية كما اقترح ترامب. لكن يصعب إيقاف فرز الأصوات التي لم يتمّ احتسابها بعد. وإعادة احتساب الأصوات مختلفة تماماً عن العدّ الأوّليّ، حتى ولو كانت المحكمة العليا تميل بشكل كبير ضدّ الديموقراطيين.
 
وذكر وولفه أنّ فريق ترامب يعاني من نقص كبير في الكفاءة. فحملة بوش جمعت فريقاً قوياً من المحامين، من بينهم محاميان سيصبحان قاضيين في المحكمة الأميركية العليا خلال ولاية ترامب. اليوم، لا يتوقّع أحد أن يكون الرئيس الحالي قادراً على جمع قوة نارية قانونية بالكفاءة نفسها، وفقاً للكاتب نفسه.

كذلك، توقّع كثر أن يظهر مراقبو الانتخابات أمام مراكز الاقتراع لتهديد الديموقراطيّين ومنعهم من التصويت، لكنّ هذا لم يحصل. وذكر وولفه أنّ أهمّ المحامين الجمهوريّين أوضحوا موقفهم بشأن جهود ترامب في منع مواصلة احتساب الأصوات.

وصف محامي الحزب للشؤون الانتخابيّة بَن غينسبرغ مقاربة ترامب هذا الأسبوع بأنّها "غير أميركية إلى أقصى حدّ ممكن". وكتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ جهداً كهذا "سيضع الحزب في الجانب الخاطئ من التغيرات الديموغرافية في هذا البلد والتي تهدّد بجعل الحزب الجمهوري أقلية دائمة".

كذلك، حلم الديموقراطيون بأن تظهر النتائج القاطعة بعد ساعات من إقفال مراكز الاقتراع ليلة الثلاثاء. لكن النتائج أبرزت أنّ هذه الأحلام لم تتحقّق. وسط أعداد كبيرة من التصويت المبكر والأصوات المرسلة عبر البريد في ظلّ جائحة تاريخية، لم يكن هنالك فرصة بأن تنتهي تلك الليلة بالشكل الذي انتهت فيه منذ عشرين عاماً.
 
ورأى الكاتب أنّ جو بايدن قد يكون متجهاً لتحقيق فوز نهائي يشبه الفوز الذي حققه الرئيس السابق باراك أوباما على ميت رومني. في ذلك الوقت، لم يطعن أحد بالنتيجة المتقاربة التي أفرزتها بلاد كانت حينها أيضاً منقسمة كما هي اليوم.