الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

القمع الدموي للتظاهرات في ميانمار لا يكسر إرادة المحتجين على الإنقلاب

المصدر: النهار
متظاهرون مطالبون بالديموقراطية في مدينة ماندالاي  بميانمار الاربعاء.   (أ ف ب)
متظاهرون مطالبون بالديموقراطية في مدينة ماندالاي بميانمار الاربعاء. (أ ف ب)
A+ A-
 
واصل متظاهرون احتجاجاتهم في شوارع ميانمار أمس، في أجواء من الخوف غداة اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من الضحايا منذ الانقلاب، بلغ 38 قتيلا بحسب الأمم المتحدة.
وفي العاصمة الاقتصادية رانغون تشكلت تجمعات صغيرة. وردد المتظاهرون هتاف "نحن متحدون"، متحصنين وراء حواجز موقتة صنعت من إطارات قديمة وأحجار طوب وأكياس رمل وخيزران وأسلاك شائكة. 
وفي مكان غير بعيد يسعى تجار إلى بيع جزء من بضائعهم بسرعة. وصرح بائع أطعمة ل"وكالة الصحافة الفرنسية"، أن "البقاء هنا خطر"، مشيرا إلى أن "رجال الشرطة والجيش يطلقون النار في الشوارع أيضا". وأضاف :"من الافضل العودة الى المنزل ثم العودة إلى هنا في المساء".
ويبدو أن الجيش مصر أكثر من أي وقت مضى على إخماد الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ انقلاب الأول من شباط، الذي أطاح الحكومة المدنية لأونغ سان سو تشي.
 
"على ما يرام" 
وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي الأربعاء في مدن عدة لتفريق التجمعات المطالبة بالديموقراطية، بينما ظهر في صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي محتجون تغطيهم الدماء ومصابون بأعيرة نارية في الرأس. 
والحصيلة هي 38 قتيلا على الأقل بحسب مبعوثة الأمم المتحدة لميانمار السويسرية كريستين شرانر بورغينير. 
ومنذ الانقلاب العسكري، قتل اكثر من خمسين مدنيا وجرح عشرات. وبين الضحايا أربعة قاصرين أحدهم فتى يبلغ من العمر 14 عاما، بحسب المنظمة غير الحكومية "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الطفولة).
من جهته، تحدث الجيش عن مقتل شرطي أثناء تفريق تظاهرة. ولم يرد الجيش على أسئلة "وكالة الصحافة الفرنسية"، التي اتصلت به مرات عدة.
وفي الوقت نفسه، يواصل الميانماريون دفن موتاهم. 
وتجمع حشد كبير الخميس في ماندالاي ثاني مدينة في البلاد لتشييع فتاة تبلغ من العمر 19 عاما توفيت الأربعاء. وردد المشيعون الذين تجمعوا أمام نعشها المحاط بالورود "لن نصفح لموتك حتى نهاية العالم". 
وصارت تشيال سين رمزا في البلاد. فقد انتشرت صورة لها قبل وقت قصير من إصابتها برصاصة قاتلة وهي ترتدي قميصا كتب عليه "كل شيء سيكون على ما يرام"، على شبكات التواصل الاجتماعي. 
وأعلن حزب أونغ سان سو تشي تنكيس الأعلام في مكاتبه تكريما لذكرى القتلى.
 
واشنطن "مشمئزة" 
وأثارت أعمال العنف الأربعاء سلسلة من الاحتجاجات الدولية. 
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "الوقف الفوري للحملة القمعية"، بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية أنها تشعر "بالهلع والاشمئزاز"، داعية الصين إلى "استخدام نفوذها" مع الجنرالات. 
ولم تدن بيجينغ وموسكو الحليفتان التقليديتان للجيش الميانماري في الأمم المتحدة، الانقلاب رسميا  وتعتبران الأزمة "شأنا داخليا" للبلاد. 
واضطر مجلس الأمن للاكتفاء بإعلان مشترك صدر في أوائل شباط للتعبير عن قلقه. وقد طلبت بريطانيا أن يعقد اجتماعا جديدا الجمعة.
 
وأجرت كريستين شرانر بورغينير محادثات مع المجموعة العسكرية، وحذرتها من أن الأمم المتحدة "يمكن أن تتخذ خطوات مهمة" لمحاولة إنهاء العنف. 
كما عرضت أن تزور ميانمار  لكن الجيش رد بأنه يرحب بها "لكن ليس الآن". 
والقمع مستمر في مجال القضاء أيضا. فقد باتت أونغ سان سو تشي التي لا تزال محتجزة في عزلة عن العالم الخارجي من قبل الجيش، تواجه أربع تهم من بينها "التحريض على الاضطرابات العامة". أما الرئيس السابق وين مينت فهو متهم خصوصا بانتهاك الدستور. 
وتمت محاكمة ستة صحافيين ميانماريين أحدهم ثين زاو مصور وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية بتهمة "التسبب في الخوف بين السكان ونشر معلومات كاذبة... وتحريض موظفي الحكومة على العصيان". ويواجه كل منهم عقوبة السجن لثلاث سنوات.
وأوقف نحو 1500 شخص واتهموا أو أدينوا منذ الأول من شباط بحسب منظمة غير حكومية تساعد السجناء السياسيين وهو عدد أقل من الواقع إلى حد كبير. 
وقمع الجيش الانتفاضتين الشعبيتين الأخيرتين في 1988 و2007.
ووعد الجيش الذي يعترض على نتيجة انتخابات تشرين الثاني، التي فاز فيها حزب أونغ سان سو تشي بغالبية ساحقة بتنظيم اقتراع جديد من تحديد أي جدول زمني.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم