الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غضب في روسيا مع تزايد قمع المعارضة وبوريل إلى موسكو لمعرفة نيات موسكو

المصدر: النهار
أقارب وأصدقاء لمعتقلين في التظاهرات المؤيدة للمعارض أليكسي نافالني يجلبون حاجيات لهم إلى مركز اعتقال في موسكو أمس.   (أ ف ب)
أقارب وأصدقاء لمعتقلين في التظاهرات المؤيدة للمعارض أليكسي نافالني يجلبون حاجيات لهم إلى مركز اعتقال في موسكو أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
تزايد غضب المجتمع المدني ووسائل الإعلام الروسية أمس، إزاء حجم القمع الذي يستهدف أنصار المعارض أليكسي نافالني، الملف الذي سيكون في صلب زيارة الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل لموسكو.
ومن المفترض أن يصل الإسباني جوزيب بوريل الى موسكو الخميس (أمس)، لاجراء محادثات في اليوم التالي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لقاء يبدو صعبا بعدما وصفت موسكو الانتقادات الغربية بانها "تدخل" في شؤونها.
وحكم على نافالني الثلثاء بالسجن سنتين وثمانية أشهر بتهمة مخالفة شروط الرقابة القضائية عليه التي تعود الى عام 2014.
 ويعتبر أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى عبر ذلك الى إسكاته بعدما نجا في الصيف الماضي من عملية تسميم.
وفي روسيا، نددت هيئات تحرير وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية بالقمع العنيف لمتظاهرين مؤيدين لنافالني في 23 و31 كانون الثاني و2 شباط مما أدى الى اعتقال عشرة آلاف شخص وسط أعمال عنف مارستها الشرطة.
من جهته، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن الحزم الذي أبدته الشرطة "مبرر". 
ومما أثار صدمة في البلاد أيضاً، سجن رئيس تحرير موقع الاخبار "ميديازونا" سيرغي سميرنوف لمدة 25 يوما بتهمة إعادة نشر تغريدة تتعلق بهذه الأعمال غير المرخص لها. ودعت نحو عشرين هيئة تحرير الى الإفراج عنه فورا.
 
قوة مفرطة
ونددت صحيفة "كوميرسانت" التي يملكها رجل أعمال مقرب من الكرملين الخميس، بأن "المشكلة لا تنحصر بالصحافة. في الأسابيع الماضية أصبحنا شهودا على أعمال قاسية جدا ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين". وأضافت أن "كون تحرك ما غير مشروع أو غير مرخص له لا يبرر الاستخدام المفرط للقوة".
وبسبب حجم القمع، باتت مراكز الاعتقال في موسكو مكتظة بالمشتبه فيهم، او الذين حكم عليهم بتهمة التظاهر وهي مخالفة عقوبتها السجن أياماً أو أسابيع عدة. 
وهكذا يقضي سميرنوف عقوبة سجن في مركز توقيف مهاجرين بسبب عدم وجود مكان في مراكز أخرى. وأوقف مواطن فرنسي-روسي يدعى سيريل دانييلو مساء الثلثاء عند خروجه من حانة واتهم من طريق الخطأ، بحسب قوله، بالتظاهر وهو ينتظر محاكمته وقد أمضى ليلتين قيد الحجز. ويواجه عقوبة السجن 15 يوما. ووصف محكمة تيميريازفسكي بانها مكتظة وتدين الموقوفين تباعا. وقال: "الجميع ينالون عقوبة السجن عشرة أيام كحد أدنى" باستثناء "سوري لا يتكلم الروسية وليس لديه لا محام ولا مترجم، فقد حكم عليه بدفع غرامة بقيمة 15 ألف روبل (165 يورو)". 
ولم ترد السلطات الروسية التي تخضع أساسا لسلسة عقوبات غربية، على الانتقادات الداخلية او الدولية.
وتالياً، فان الرسالة التي يحملها بوريل الى موسكو ليس لديها أي فرصة في النجاح، لكنه يأمل رغم ذلك في التمكن من لقاء نافالني. وقال أليكسي مالاشنكو من معهد أبحاث الحوار بين الحضارات ل"وكالة الصحافة الفرنسية": "بوريل لن يحصل على شيء، هذا أمر أكيد. بوتين لا يظهر أبدا ضعفه".
 
عقوبات
وبدأت بعض دول الاتحاد الأوروبي تتحدث عن احتمال فرض عقوبات جديدة وخصوصا ألمانيا.
وسيجري وزراء الخارجية أول نقاش في 22 شباط حول نتائج مهمته. ويفترض أن يستخلصوا النتائج والخيارات لعرضها على القادة الأوروبيين الذين سيجتمعون في نهاية شباط قبل قمتهم المخصصة للعلاقة مع روسيا في نهاية آذار. 
ويعتبر مشروع خط أنابيب الغاز البحري "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا أحد وسائل الضغط. فبينما تطالب فرنسا بالتخلي عنه، تعتبر المفوضية أن هذه القضية ليست أولوية.
ويؤكد أليكسي مالاشينكو أن "إغلاق نورد ستريم يشكل رهانا لبوتين. فهو يخشى ذلك". 
لكن برلين ترفض التخلي عن هذا المشروع الخاص الذي أقيم مع المجموعة الروسية العملاقة للغاز "غازبروم". وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان الأربعاء إلى أن قرار وقف المشروع من "مسؤولية الألمان". 
لكن مهمة بوريل تضع حدا لتجميد الاتصالات الديبلوماسية على المستوى الأوروبي بين الطرفين منذ 2017. 
وستطرح ملفات أخرى على الطاولة غير ملف نافالني على الطاولة، لان الخلافات كثيرة وخصوصا حول أوكرانيا وسوريا وليبيا. وقال بوريل: "العلاقة مع روسيا معقدة. وهناك الكثير من القضايا الأمنية التي يجب مناقشتها". وصرح الناطق باسم الكرملين الخميس: "نريد تحريك الحوار، والتباحث بصراحة حول خلافاتنا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم