هل غيّر سوليفان رأيه بتداعيات اغتيال سليماني؟

مع ازدياد التوتر الأميركي-الإيراني خلال الفترة الانتقالية داخل الولايات المتحدة، تتّجه الأنظار إلى القيادات الأساسية في الإدارة المقبلة لمعرفة مصير الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترامب في أيار 2018. من بين هذه القيادات، جايك سوليفان الذي سيشغل منصب مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي.

استضاف الإعلامي في شبكة "سي أن أن" فريد زكريا سوليفان أمس الأحد للحديث عن مواضيع عدة من بينها نظرة الإدارة إلى الملف الإيراني. وبمناسبة مرور عام على اغتيال واشنطن قائد "قوة القدس" قاسم سليماني، سأل زكريا ضيفه عن مقال سابق شاركه فيه رئيس "مركز كارنيغي إندومنت للسلام الدولي" ويليام بيرنز حيث توقعا انزلاق واشنطن إلى "مأساة من صنعها".

بالمقابل، ذكر الكاتبان حينها في مقالهما الذي نشرته مجلة "ذي اطلانتيك"، أنّ النظام الإيراني مصمم على قطف ثمار الاغتيال وتحويل خسارة سليماني إلى "مكسب سياسي على المدى الطويل".

سأله زكريا عما إذا كانت إدارة ترامب قد توقعت بدقة غياب رد الفعل الإيراني، وأنه عبر حملة الضغط الأقصى يمكن انتزاع اتّفاق أفضل من الإيرانيين. ذكّر سوليفان في البداية بما قاله بايدن بعد عملية الاغتيال حول أنّ الأميركيّين لن يندبوا سليماني مع كل دماء الأميركيين التي لطّخت يديه.

مع ذلك، أصرّ سوليفان على أن الاغتيال لم يجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً، لأن إيران أقرب إلى القنبلة النووية اليوم بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر قبل سنة، ولأنها تجرأت على مواصلة هجماتها ضد المنشآت النفطية في الخليج، وفقاً لرأيه. وأضاف أن وكلاء إيران واصلوا استهداف المصالح الأميركية في العراق طوال العام الماضي. وانتقد الإدارة السابقة لتركيزها على استراتيجية واحدة (العقوبات) عوضاً عن الديبلوماسية لأنها لن تحقق أهداف واشنطن.

ولدى سؤاله عن موضوع البرنامج الصاروخي الإيراني، كرّر ما قاله بايدن حول عودة الأميركيين إلى الاتفاق النووي عند التزام إيران بموجباته. لكن هذا الأمر سيصبح "أساساً لمفاوضات مكمّلة"، مضيفاً أنّه ينبغي على هذا الموضوع أن يكون موجوداً على طاولة التفاوض.

ويعتقد أن المحادثات حول هذا البرنامج يمكن أن تضمّ دولاً من خارج مجموعة دول مجلس الأمن لتضمّ أيضاً لاعبين إقليميين. كذلك، أعرب عن اعتقاده بأنّه يمكن تأمين قيود على برنامج إيران البالستي في المفاوضات المكمّلة إضافة إلى الملف النووي والقضايا الإقليمية الأوسع في المنطقة.