الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سكان هونغ كونغ يبحثون عن أساليب مبتكرة لإحياء ذكرى تظاهرات تيان أنمين بعد قرار بحظر التجمعات

المصدر: أ ف ب
وقفة احتجاجية على ضوء الشموع في فيكتوريا بارك في هونغ كونغ في الذكرى الـ30 لتظاهرات تيان انمين (4 حزيران 2019، ا ف ب).
وقفة احتجاجية على ضوء الشموع في فيكتوريا بارك في هونغ كونغ في الذكرى الـ30 لتظاهرات تيان انمين (4 حزيران 2019، ا ف ب).
A+ A-
يبحث سكان هونغ كونغ عن طرق مبتكرة لإحياء ذكرى ضحايا القمع الدامي لتظاهرات تيان أنمين، بعد أن حظرت السلطات تجمعا ليليا سنويا، ومنعت أي مسيرات في الذكرى المصادفة الجمعة.

والحديث عن الدبابات والجنود الذين قمعوا متظاهرين سلميين مطالبين بالديموقراطية في بيجينغ في 4 حزيران 1989، ممنوع في البر الصيني، كما تفرض رقابة مشددة على نشر صور من وقائع القمع المعروف جدا لدى باقي دول العالم.

لكن في هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، واظب السكان على إحياء الذكرى بتجمعات حاشدة على ضوء الشموع في فكتوريا بارك على مدى الثلاثة عقود الماضية.

والعام الماضي حُظر التجمع الليلي للمرة الأولى بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن الآلاف تحدوا الشرطة وشاركوا في التجمع.

والكثير تغير في هونغ كونغ خلال السنة الماضية، فيما تسعى السلطات للقضاء على حركة مطالبة بالديموقراطية في المدينة، بتطبيق قانون للأمن القومي يتيح توجيه تهمة ارتكاب جرائم للمنتقدين.

وتحظر هونغ كونغ حاليا التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص ضمن تدابير الحد من كورونا، ما يجعل من المستحيل الحصول على تصاريح لتنظيم احتجاجات. وتمكنت المدينة من إبقاء عدد الإصابات منخفضا، ولم تسجل اي إصابة محلية غير معروفة المصدر، منذ أكثر من شهر.

وحذر المسؤولون أيضا من تطبيق قانون الأمن بحق المشاركين في ذكرى تيان أنمين.

لذا يلجأ أهالي هونغ كونغ إلى أساليب مبتكرة.

وجمع الفنان المحلي كيسي وونغ مئات من أعقاب الشموع التي أضيئت في تجمعات سابقة، ويعتزم توزيعها على الأهالي ليل الجمعة.

وقال وونغ لوكالة فرانس برس: "حان الوقت لإعادة توزيعها على سكان هونغ كونغ كي يتمكنوا من جمعها وحفظها في مكان آمن".

وسبق أن حوّل وونغ الشموع أعمالا فنية، لكنه يعتزم هذا العام توزيعها في متجرين لماركة ألبسة محلية، تبيع سلعا خاصة بالحراك الديموقراطي.

وشرح وونغ أن "كل شمعة أشعلت تحمل حزن أحد الأشخاص على اللذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الديموقراطية، وتوقه للديموقراطية، مزيج من مشاعر معقدة".

وتابع: "إنها شهادة أمل... آمل أن يستمروا في إضاءة الطريق نحو الحرية والديموقراطية".

- لا تهاون -
خلال تجمع العام الماضي، لم تتدخل الشرطة عندما تجمعت الحشود ثم تفرقت بهدوء في فكتوريا بارك، رغم أنها اعتقلت فيما بعد نشطاء، البعض منهم سجنوا لاحقا.

ويبدو أن السلطات تعتمد أسلوبا استباقيا هذا العام.

وتقول الشرطة إنها تعتزم وضع 3 آلاف عنصر في حالة تأهب، وستوقف الحشود قبل أن يتجمعوا في الحديقة التي يراقبها الآن عناصر أمن من البر الصيني، يقيمون في فندق فخم.

وحذر مكتب الأمن في هونغ كونغ من أن المشاركة في تظاهرة غير مرخصة يمكن أن يعاقب عليها بالسجن خمس سنوات، وسنة للذين يدعون للتجمعات.

تقول شخصيات موالية لبيجينغ إن شعارات شعبية أطلقت في تجمعات سابقة في ذكرى تيان أنمين مثل "إنهاء حكم الحزب الواحد" و" احضروا الديموقراطية للصين" باتت الآن غير قانونية.

وقد أعلن وزير الأمن جون لي أن قانون الأمن القومي سيطبق بحق كل من "ينظم أو يخطط أو ينفذ أي وسائل غير قانونية للإضرار أو الإطاحة بالنظام الأساسي بموجب الدستور الصيني".

الثلثاء، زار مفتشو النظافة متحفا يخلد ذكرى تيان أنمين أعيد فتحه حديثا، تديره نفس المجموعة التي تنظم التجمع السنوي.

وقال المفتشون إن المكان يعمل من دون التراخيص الضرورية، وأغلق المتحف أبوابه في اليوم التالي.

- "ارفضوا النسيان" -
غير أن النشطاء يقولون إن السلطات ستواجه صعوبة في منع جميع مظاهر إحياء الذكرى في مدينة لا تزال تشعر بالاستياء تجاه بيجينغ إزاء قمع التظاهرات الحاشدة المطالبة بالديموقراطية والتي تخللها أحيانا أعمال عنف.

دأبت العادة على إشعال شموع ذكرى تيان أنمين الساعة 8,09 مساء، في رمزية لتاريخ 1989.

واقترح البرت هو، المشرع السابق الذي يقبع حاليا في السجن وأحد منظمي التجمع الليلي، أن يشعل الأهالي الشموع أو يضيئوا مصابيح هواتفهم النقالة في أحيائهم.

وقال لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" قبل الحكم عليه بالسجن الأسبوع الماضي لمشاركته في تظاهرات سابقة مطالبة بالديموقراطية: "يمكننا اعتبار هونغ كونغ بأسرها فكتوريا بارك".

ويلجأ النشطاء كذلك إلى منصات التواصل الاجتماعي.

ودعا الفنان باك-شيون الأهالي إلى كتابة الرقمين 6 و 4، اللذين يمثلان تاريخ الرابع من حزيران، على مفاتيح الكهرباء لحفظ ذكرى تيان أنمين كلما أضاؤوا النور.

وكتب باك على فيسبوك: "حافظوا على الحقيقة وارفضوا النسيان".

ونشر المصمم تشان كا-هينغ فكرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي. وطبع مستطيلا أسود اللون بمقياس 6 على 4 على قمصان تي-شيرت بيضاء ودعا آخرين لنسخ التصميم.

وقالت ديبي تشان عضو مجلس المدينة إنها تعتزم إحياء الذكرى بجلسة قراءة شعر مع أهالي حيها.

وقالت لوكالة فرانس برس: "طالما كان إحياء الرابع من حزيران جزءا من الحراك الديموقراطي لهونغ كونغ".

وأضافت: "إنها من أكثر الأحداث التي طبعت حركتنا. اذا استسلمنا الآن تقترب الخطوط الحمراء أكثر في المستقبل".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم