الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

2022: ازدياد الشرخ بين نموذجي الحكم الصيني والأميركي

المصدر: "النهار"
الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ خلال القمة الافتراضية التي جمعتهما في تشرين الثاني الماضي - "أ ف ب"
الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ خلال القمة الافتراضية التي جمعتهما في تشرين الثاني الماضي - "أ ف ب"
A+ A-

رأى كبير مراسلي مجلة "إيكونوميست" في بيجينغ دايفد ريني أنه إذا سارت خطة الحزب الشيوعي الصيني كما ينبغي، فستقدّم سنة 2022 دراسة في المتناقضات التي ستذل الولايات المتحدة. يراقب قادة الصين استطلاعات الرأي والعناوين التي تتوقع هزيمة الحزب الديموقراطي في الانتخابات النصفية مما يحتم تخييم اللايقين على البلاد بسبب انقسام السلطة، إن لم يكن دخولها حالة من الجمود التام.

ولو صدقت هذه التوقعات فسوف تستمتع الآلة الدعائية الصينية بفرصة جديدة لإعلان أن الصين تتمتع بالنظام والازدهار بفضل حكم الحزب الواحد، بينما لا تجلب الديموقراطية المبنية على النمط الأميركي سوى الفوضى والخلل الوظيفي والضمور.

بالمقابل، تابع الكاتب، سيسيطر المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي على السنة الصينية حيث من المتوقع أن يُعقد في الخريف. سيجسد ذلك الحدث أول عقد للرئيس الصيني شي جينبينغ كزعيم أعلى للصين.

وقد يفصح المؤتمر عن نية الرئيس الصيني حيال مدة البقاء في منصبه: لخمس أو عشر سنوات إضافية، أو في سيناريو أقل ترجيحاً، تفضيله الاتجاه إلى شبه حالة من التقاعد للحكم من وراء الكواليس.

لو رغب شي بالإعلان عن نيته التنحي بعد خمسة أعوام أخرى فسيحتاج إلى أن يتبعه مسؤول أو اثنان من الخلفاء المحتملين على المسرح. لكن إلى الآن، ما من مرشحين بديهيين يتمتعون بالمزيج المناسب من الخبرة والعمر والعلاقات الوثيقة مع الرئيس الصيني بحسب ريني. قد يشعر شي بأنه ملزم بالبقاء في السلطة حتى المؤتمر الثاني والثلاثين على الأقل، حين سيبلغ من العمر 79 عاماً.

مهما كان المسار الذي سيختاره الرئيس الصيني، فمن المرجح أن يشبه المؤتمر المقبل ما يعادل التتويج على المستوى الشيوعي. في هذه الأثناء، يرى القادة الصينيون المزيد من الأسباب كي يكونوا واثقين بمزايا نظامهم السياسي.

حتى الآونة الأخيرة كانوا دفاعيين في ما يخص نموذجهم الخاص بالحوكمة. لقد عمل الديبلوماسيون الصينيون في هيئات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية لتعديل القواعد أو الأعراف الدولية لجعل العالم أكثر تقبلاً لنسخة دولتهم من الرأسمالية والأوتوقراطية.

اليوم، يبدو الموفدون الصينيون في الهجوم جاهزين من أجل الترويج لنموذج حكمهم كنموذج ذي نتائج أفضل لمزيد من الناس بالمقارنة مع الفردية الغربية المنقسمة.

في الوقت نفسه، يرى المسؤولون في بيجينغ التهديدات عند كل منعطف. هم واثقون من أن الولايات المتحدة وحلفاءها مصممون على احتواء الصين. هم غير صبورين على أي انتقاد من الأجانب وسريعون في الإشارة إلى أن الحكومات الغربية تنتقد الصين فقط لتشتيت الانتباه عن إخفاقاتها الخاصة.

وكتب ريني أنّ المزاج في بيجينغ هو "مزيج غريب من الثقة والغطرسة وجنون الارتياب. هذا يقوّي السيّد شي". حين يصف النظام العالمي الحالي، هو يحب الحديث عن "تغييرات لم تشاهَد في 100 سنة". في لحظة كهذه، يراهن الحزب الشيوعي على أن الاستمرارية في رأس الهرم هو المسار الأسلم. "كانت الفجوة بين أميركا والصين تتزايد لفترة من الوقت. وستتسع أكثر بشكل صادم في تشرين الثاني".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم