الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موسكو تُلاحق المعارضة قُبيل الانتخابات... الكرملين "يُريد إخافة كل الناس"

المصدر: "أ ف ب"
تظاهرة لمناصري المعارض أليكسي نافالني في موسكو، للمطالبة بإطلاق سراحه (أ ف ب).
تظاهرة لمناصري المعارض أليكسي نافالني في موسكو، للمطالبة بإطلاق سراحه (أ ف ب).
A+ A-
ندّدت المعارضة الروسية اليوم، بتكثيف المناورات الهادفة إلى تضييق الخناق عليها مع اقتراب الانتخابات التشريعية في أيلول، إثر اعتقال معارضين للكرملين واعتماد قانون جديد ضدّ كلّ من يتعاون مع منظمات تُصنّف على أنها "متطرّفة".

وُضع المدير السابق لمنظمة "روسيا المنفتحة" (أوبن راشا)، المعارض أليكسي بيفوفاروف البالغ 39 عاماً، في الحبس الموقّت اليوم، فيما أيّد مجلس الاتحاد الروسي -الغرفة العليا في البرلمان- قبل ساعات، بغالبية 146 صوتاً مقابل صوت معارض واحد، نصّاً يُحظّر ترشح أشخاص تعاونوا مع منظمّات "متطرّفة وإرهابية" في عمليات الانتخاب جميعها.

ويفترض أنّ يوقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصّ، لكي يدخل حيّز التنفيذ، فيما يعتبر معارضو الكرملين أنّ هذا القانون الجديد يستهدف أنصار المعارض المسجون أليكسي نافالني.

من جانبها، طلبت النيابة من القضاء تصنيف منظمّاته "متطرّفة" لاتهامّها بأنّها تسعى إلى "زعزعة استقرار الوضع الاجتماعي" في روسيا "تحت غطاء شعارات ليبرالية". وليست نتيجة هذا الإجراء موضع شكّ، فقد اعتبرت أجهزة المراقبة المالية أساساً شبكة المكاتب الإقليمية للمعارض بأنّها "متطرّفة".
 
بدوره، ندّد فريق نافالني برغبة الكرملين في تحييد حركته وإقصاء المعارضين قبل الانتخابات التشريعية المقرّرة في 19 أيلول في وقت يُسجّل الحزب الحاكم أيّ "روسيا الموحدة"، تراجعاً في استطلاعات الرأيّ رغم شعبية بوتين، في مواجهة الركود الاقتصادي وفضائح الفساد الكثيرة.


إنزال من الطائرة
تصاعد الضغط القضائيّ من جانب آخر بالنسبة لمعارضين آخرين غير نافالني المسجون منذ كانون الثاني لمدّة أكثر من سنتين.

ومساء الإثنين، سحبت قوات الأمن من طائرة كانت تستعدّ للإقلاع في سانت بطرسبرغ، المدير السابق لمنظمة "روسيا المنفتحة" أندريه بيفوفاروف، التي أسّسها رجل الأعمال النافذ والمقيم في المنفى والمعارض للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي.
 
يُتهمّ بيفوفاروف بالمشاركة "في أنشطة منظمّة غير حكومية أجنبية تعتبر غير مرغوب فيها"، وهي جريمة تصل عقوباتها الى السجن ستّ سنوات. ووضع قيد الحجز الاحتياطي حتى 31 تموز على أقرب تقدير.
 
وقال بيفوفاروف خلال جلسة استماع أمام محكمة كراسنودار (جنوب غرب) للصحافيين إنّ "الكرملين كان يعلم أنّني أعتزم الترشّح للإنتخابات التشريعية، كنت في مفاوضات مع ايابلوكو" وهو تنظيم معارض.

وفي قضيّة أخرى، قامت السّلطات بوضع حليف نافالني، النائب السابق ديمتري غودكوف، قيد الحجز أمس.

يُتهمّ غودكوف "بالاحتيال أو إستغلال الثقة" في قضيّة إيجارات غير مدفوعة، وهي تهمة تصل عقوبتها الى السجن خمس سنوات.

في هذا الإطار، يقول والده غينادي، وهو نائب سابق، إنّ هذه الملاحقات دوافعها "محضّ سياسية: رغبة الكرملين في تطهير الساحة السياسية قبل تصريحات مرشحين للنيابة وإسكات كل منتقدي السلطة".

من جانبه، أكدّ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم، أنّ القضيتين "ليس لهما أيّ علاقة بالسياسة".

وفي رسالة عبر "إنستغرام"، ندّد نافالني، بملاحقات ضدّ بيفوفاروف وغودكوف، قائلاً إنّ الكرملين يُريد "إخافة كل الناس"، وأضاف: "إنّهم يتجرعون من خوفنا، لا تعطوهم ذلك".

 
"تصويت ذكيّ"
حلّ بيفوفاروف منظمّة "روسيا المنفتحة" في نهاية أيار، خشية تعرّض أعضائها لملاحقات، بعدما صنّفت منظمّة "غير مرغوب فيها" في 2017. كما ندّد مؤسّسها الملياردير السابق ميخائيل خودوركوفسكي، أمس، عبر "تويتر"، بـ"قمع يجري حالياً ضدّ منظمات المعارضة ووسائل إعلام مستقلّة"، معتبراً أنّ "بوتين يأمل أنّه مع هذا الأمر سيكون من الأسهل إرسال أشخاص إلى السجون".

كما كتب عبر صفحته: "هل يعتقدون أنّهم سيستمرّون في اعتقالاتهم وأنّ كلّ شيء سيهدأ؟ يجب ألاّ يكونوا مستعدّين ذلك! سنطلق موقعاً جديداً قبل الإنتخابات لمعرفة لمن يجب عدم التصويت في مطلق الأحوال".

يذكر أنّ حركة أليكسي نافالني، الذي تعرض لتسميم عام 2020 يتهمّ الكرملين بالوقوف وراءه، تدافع عن استراتيجية تعادل ما يسمّى "تصويت ذكيّ" في الانتخابات التشريعية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم