الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ماذا عن تلقّي جرعتين من لقاحين مختلفين لكورونا؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-

بالتزامن مع اختلاف نِسَب فاعلية اللقاحات ضدّ "كورونا"، وخصوصاً مع بروز متحوّرات جديدة، كما مع تعديل بعض الدول للفئات العمرية القابلة لتلقّي لقاح دون آخر، تنتشر أسئلة عمّا إذا كان بالإمكان تلقي جرعتين من لقاحين مختلفين. والمؤشّرات الأوّليّة تبدو مشجّعة، مع التشديد على وجود حاجة لمزيد من الدراسات.

 

هذه هي خلاصة مقال كتبه الباحث الإكلينيكيّ في "معهد مردوخ للأبحاث عن صحّة الأطفال" جون هارت، وكبيرة الباحثين وعالمة الوبائيات في جامعة ملبورن فيونا راسل، في موقع "ذا كونفرسايشن" الأوستراليّ.

 

في هذا الإطار، لا تعني سياسة "المزج والمطابقة" حصول المواطنين على جرعتين من لقاحين مختلفين وحسب، بل أيضاً إمكانيّة الحصول على معزّز آخر في وقت لاحق من لقاح ثالث. يذكر الباحثان وجود عدد من الدراسات قيد الإجراء حول الموضوع. لكنّ بيانات جديدة صدرت عن دراستين في إسبانيا والمملكة المتحدة قدّمت معطيات أوليّة واعدة.

 

ما منافع تلقّي جرعتين مختلفتين؟

يسمح برنامج مرن للتمنيع بالتمتّع بالسرعة في مواجهة عراقيل عالمية محتملة للإمدادات. إذا كان هنالك من قصور في توفير لقاح، فلن تبرز حاجة إلى إيقاف برنامج كامل للتلقيح بانتظار الإمداد. عوضاً عن ذلك، بإمكان البرنامج الاستمرار عبر استخدام لقاح آخر.

 

وإذا كان هنالك لقاح أقلّ فاعلية تجاه أي متحور، فبإمكان من حصلوا عليه أن يتلقّوا معززاً عبر جرعة ثانية من اللقاح الأكثر فاعلية تجاه المتحوّر. تستخدم بعض الدول هذه الطريقة بعد تغيّر التوصيات في شأن "أسترازينيكا" بسبب ظهور حالات نادرة جداً من التجلّط الدمويّ/النزيف. تنصح دول أوروبّيّة عدّة الفئات الأكثر شباباً التي تلقت سابقاً "أسترازينيكا" بالحصول على جرعة ثانية من اللقاحات المبنية على تقنيّة "الحمض النووي الريبوزي المرسال" مثل "فايزر".

 

من بين هذه الدول، ألمانيا، فرنسا، السويد، النرويج والدنمارك.

 

هل هذه الطريقة آمنة؟

أشار الباحثان إلى أنّه في دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية في أيار، طُلب من 830 شخصاً فوق الخمسين بتلقي لقاح "أسترازينيكا" أو "فايزر" أولاً، ثمّ الآخر لاحقاً. وجدت الدراسة أنّ من تلقوا جرعتين مختلفتين كانوا، بالمقارنة مع من تلقوا جرعتين من لقاح واحد، الأكثر عرضة لتطوير عوارض خفيفة إلى متوسطة بعد الجرعة الثانية مثل القشعريرة والحمى والصداع وألم المفاصل والتوعك وآلام العضلات والألم في موقع الحقنة. لكنّ ردات الفعل هذه كانت قصيرة المدى من دون تسجيل مخاوف صحية أخرى. وكيّف الباحثون هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كان تناول "الباراسيتامول" المبكر أو المنتظم يقلّل تواتر هذه التفاعلات.

 

ثمة دراسة إسبانيّة شبيهة، لكنها لم تخضع لمراجعة علماء آخرين من نفس الاختصاص، وجدت أنّ غالبيّة العوارض الجانبية كانت خفيفة إلى معتدلة وقصيرة المدى (يومين إلى ثلاثة)، كما كانت شبيهة بالعوارض الناجمة عن تلقي جرعتين من اللقاح نفسه.

 

هل هي فعّالة؟

وجدت الدراسة الإسبانية أن الأشخاص طوروا استجابة ذات أجسام مضادة أعلى بكثير، بعد 14 يوماً من الحصول على "فايزر" كمعزّز للجرعة الأولى من "أسترازينيكا". والاستجابة للجرعة الثانية من "فايزر" كمعزّز تبدو أقوى من تلك التي يمكن مشاهدتها بعد الحصول على جرعتين من لقاح "أسترازينيكا". لكنّ الاستجابة المناعية الناجمة عن تلقي "فايزر" أولاً ثم "أسترازينيكا" لاحقاً ليست معروفة بعد. وستحصل المملكة المتحدة على النتائج قريباً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم