الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يتطوّر "كورونا" ليقاوم الكمّامات وغسل اليدين؟

المصدر: "ذا تيليغراف"
فتاتان ترتديان كمّامتين في بريطانيا - "أ ب"
فتاتان ترتديان كمّامتين في بريطانيا - "أ ب"
A+ A-
نقل تقرير في صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانيّة عن دراسة أميركيّة إمكانيّة مواجهة فيروس "كورونا" طفرات قد تجعله أكثر قدرة على الانتشار وتخطّي أساليب الوقاية التقليديّة منه. فأحد أنواع "كوفيد-19" هو الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة ويصل إلى 99.9% من الحالات في إحدى المناطق التي تمّت دراستها.

وخلصت الدراسة إلى أنّ الطفرة التي تغيّر هيكلية "بروتين سپايك" وهو البروتين الأكثر نتوءاً في الفيروس قد تكون هي الدافع وراء الانتشار الفائق لهذه السلالة بالتحديد. وكان الباحثون يجرون تسلسل جينومات الفيروس في مستشفى هيوستن الميثودي، وهو واحد من أكبر المستشفيات في تكساس، منذ أوائل آذار، تاريخ أوّل ظهور للفيروس في المدينة. وسجّلوا أكثر من 5085 تسلسلاً.

خلال الموجة الأولى للتفشي في آذار، تميّزت حوالي 71% من الفيروسات بهذه الطفرة التي برزت بداية في الصين ومعروفة بالرمز د614ج. لكن مع الموجة الثانية المستمرة منذ أيار، انتشرت هذه الطفرة بين 99.9% من الفيروسات. ويعمل تعديل صغير في بروتين سبايك للمتغيّر السائد على تحويل الحمض الأميني من حمض الأسبارتيك إلى الغليسين. ويبدو أنّ الطفرة الجديدة تفوّقت على جميع منافساتها.

وجد الباحثون، ومن بينهم خبراء في جامعتي شيكاغو وأوستين، أنّ الأشخاص المصابين بهذه السلالة تعرّضوا لـ"حمولات" أكبر من الفيروس في الجزء العلوي من الجهاز التنفّسيّ الأمر الذي يسمح للفيروس بالانتشار بشكل أسرع. وذكر معدّو الدراسة أنّ السلالات التي تحمل الغليسين614 في بروتين سبايك ازدادت بشكل بارز مع مرور الوقت وتسبّبت بجميع حالات كوفيد-19 تقريباً في الموجة الثانية. لكنّ الدراسة لم تجد أنّ هذه الطفرة جعلت الفيروس أكثر فتكاً.

وذكرت "ذا تيليغراف" أنّ دراسة مشابهة نُشرت في المملكة المتحدة خلصت إلى نتائج متقاربة وهي أنّ طفرة د614ج كانت تزداد "بوتيرة مقلقة" وسرعان ما أصبحت السلالة المهيمنة في أوروبا قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا. ومع الفشل الأميركي في السيطرة على الفيروس، أعطي الأخير فرصة أكبر للتحوّل في مدى زمنيّ أقصر.

وفي حديث إلى صحيفة، "واشنطن بوست"، قال خبير الفيروسات في "المعهد الوطنيّ للحساسيّة والأمراض المعدية" دايفد مورنز إنّ الدراسة وجدت أنّ الفيروس أصبح أسرع انتشاراً وقد يكون لهذا الأمر "تداعيات على قدرتنا في السيطرة عليه".

حذّر مورنز من أنّ دراستهم هي دراسة واحدة في هذا المجال وهي لم تخضع لمراجعة نظرائهم. لكنّ الفيروس يمكن أن يكون في طور الردّ على التدخّلات الإنسانيّة لإيقافه كغسل الأيدي والتباعد الاجتماعيّ وارتداء الكمّامات، من خلال الطفرات. أوضح مورنز، وهو أيضاً مساعد بارز لمدير المعهد نفسه وكبير خبراء الأوبئة في البيت الأبيض أنتوني فاوتشي، أنّه بتحوّل الفيروس إلى شكل أكثر قابليّة لنشر العدوى أصبح "إحصائيّاً أفضل في الالتفاف حول هذه الحواجز".

وأشارت الصحيفة إلى القاعدة التي تقول إنّه كلّما تمتّع الفيروس بتنوّع جينيّ أضحى أكثر استعداداً للتطوّر كي يتفادى العلاجات واللقاحات المستقبلية. لكنّ خبراء فيروسات آخرين قلّلوا من أهمّيّة الدراسة قائلين إنّ هنالك الكثير ممّا هو غير معلوم عن الطفرات المتنوّعة للفيروس وعن مدى ضراوتها.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم