الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اللاجئون الاريتريّون في إثيوبيا يدفعون بدورهم ثمن النزاع في تيغراي

المصدر: أ ف ب
جنود من الجيش الإثيوبي يقفون بالقرب من أطفال في مخيم ماي عيني للاجئين في إثيوبيا (30 ك2 2021، أ ف ب).
جنود من الجيش الإثيوبي يقفون بالقرب من أطفال في مخيم ماي عيني للاجئين في إثيوبيا (30 ك2 2021، أ ف ب).
A+ A-
نجا الاريتريون اللاجئون في إثيوبيا من معارك دامية ومحاولات خطف، وقاموا برحلات طويلة وشاقة لأيام سيرا على الأقدام، بحثا عن مناطق أكثر أمانا، وكان قوتهم اليومي أوراق نباتات محلية.

ويخشى الاريتريون الذين لجأوا إلى إثيوبيا من أن تستمر معاناتهم بعد أن جعلتهم العملية العسكرية التي أطلقها رئيس الوزراء أبيي أحمد في موقع أضعف من ذي قبل.

وكان 100 ألف لاجىء أتوا من هذه المنطقة على حدود شمال إثيوبيا، يقيمون في أربعة مخيمات في تيغراي عندما بدأت مطلع تشرين الثاني المعارك بين الحكومة الإثيوبية والسلطات الإقليمية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي.

ووقع مخيما هيتساتس وشيملبا شمال تيغراي وسط المعارك، وحتى الآن لم تتمكن المفوضية العليا للاجئين ولا الوكالة الإثيوبية المكلفة هؤلاء السكان من دخولهما.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من حصول اغتيالات محددة محتملة وعمليات خطف ينفذها جنود اريتريون أدى تورطهم في تيغراي إلى بروز العديد من الشهادات على الرغم من نفي أديس أبابا.

وفي نهاية الأسبوع توجه فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إثيوبيا لأول مرة منذ تشرين الثاني، وزار مخيم ماي عيني أحد مخيمي جنوب تيغراي الذي تمكنت الأمم المتحدة من دخوله مجددا.

ووصل مئات اللاجئين أتوا من هيتساتس إلى مخيم ماي عيني وروى البعض لفرانس برس الفظاعات التي حملتهم على الهرب.

وقال جيرماي الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل خوفا من أعمال انتقامية: "أصدقاؤنا لا يزالون ربما على قيد الحياة أو قضوا. لا نعلم (...) معظم الأشخاص سيبكون عندما سيروون ما حصل".

- "نتكلم وإياهم اللغة نفسها" - 
كانت عداوة قائمة بين اريتريا وإثيوبيا منذ الحرب الدامية التي دارت بينهما بين عامي 1998 و2000 عندما كانت جبهة تحرير شعب تيغراي تسيطر على السلطة في أديس أبابا.

لكن بعد وصوله إلى سدة الحكم في 2018 أجرى أبيي أحمد تقاربا تاريخيا مع اريتريا ورئيسها أسياس أفورقي وحاز بالتالي جائزة نوبل للسلام لعام 2019.

لكن العلاقات بين أسياس وجبهة تحرير شعب تيغراي سيئة للغاية، ما يطرح تهديدا مباشرا على اللاجئين الاريتريين.

وفي نهاية تشرين الثاني، عندما بلغت المعارك مخيم هيتاتس، استهدفت ميليشيات موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي الغاضبة لهزيمتها على أيدي القوات الاريترية، اللاجئين للثأر كما روى بعضهم في ماي عيني. ويقولون إنهم قتلوا تسعة شباب اريتريين أمام كنيسة المخيم.

وتمركزت بعض الميليشيات لأسابيع في محيط المخيم مانعة اللاجئين الجياع من الخروج للبحث عن طعام حتى انها قتلت اولئك الذين حاولوا الخروج.

ويضيف جيرماي بأسف: "في البداية لم نكن نصدق ما نراه. نتكلم وإياهم اللغة نفسها".

كما تحدث اللاجئون عن تجاوزات ارتكبها جنود اريتريون اقتادوا على قولهم عشرات اللاجئين إلى وجهات مجهولة.

وروى لاجىء انه رأى جنودا اريتريين يقبضون على "26 أو 27" لاجئا و"في اليوم التالي اقتادوهم إلى مكان آخر. ونجهل مكان تواجدهم". 

وفي المخيمات كثيرون هم اللاجئون الذين فروا من تيغراي هربا من الخدمة العسكرية القاسية والإلزامية. وخوفهم الأكبر هو ارغامهم على العودة.

وأكد المدير العام لوكالة شؤون اللاجئين والعائدين تسفاهون غوبزاي أن الحكومة تحقق حول التجاوزات وستحاول اقتفاء أثر 11 ألف شخص كانوا يعيشون في هيتاتس قبل النزاع.

وصرح لفرانس برس: "في ما يختص بشهادات الجنود الايريتريين الذين يقتادون لاجئين ليس لدينا حاليا أي اثباتات".

- اغلاق المخيمات -
ووفقا للاجئين استولت القوات الاريترية على مخيم هيتاتس مطلع كانون الثاني وأرغمت كل من فيه على مغادرته.

وقال لاجىء بات يعيش في أديس أبابا طلب عدم كشف اسمه "هددوا بقتلنا وشعر الناس بخوف شديد".

وتوجه ثلاثة آلاف لاجىء من هيتساتس وشيملبا في جنوب تيغراي سيرا على الأقدام بدون مياه أو طعام.

وفي ماي عيني يروي قادمون جدد أن مياه الشرب غير متوفرة ولا حتى أماكن للنوم. لكنهم يخشون أساسا على سلامتهم.

ويشعر البعض بالقلق من مهاجمة الميليشيات الموالية لجبهة تحرير شعب تيغراي لمخيم ماي عيني رغم الانتشار الكبير للجيش الفدرالي في محيطه.

وتساءل نتانيال الذي يعيش هنا منذ صغره: "كيف يمكنني أن أشعر بالأمان هنا؟" مشيرا إلى وجود "العديد من الميليشيات حول" المخيم.

ويؤكد تسفاهون أن مخيمات الجنوب آمنة "حتى وان شعر البعض بالخطر رغم إثبات الواقع عكس ذلك".

وفي الشمال من المستحيل معرفة وضع المخيمات. لكن الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر أضرارا مادية جسيمة ما يثبت "استهدافا ممنهجا" وفق ما جاء في بيان لشركة "دي اكس اوبن نيتوورك" البريطانية نشر الإثنين.

وحتى قبل النزاع لم تخف الحكومة رغبتها في اغلاق مخيمات الشمال ونقل المقيمين فيها. ويؤكد تسفاهون أن هذا المشروع لا يزال مطروحا اليوم.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم