تايوان تدعو الصين إلى "مواجهة الواقع" بعد انتخاب لاي رئيساً للجزيرة

دوليات 14-01-2024 | 07:12

تايوان تدعو الصين إلى "مواجهة الواقع" بعد انتخاب لاي رئيساً للجزيرة

تايوان تدعو الصين إلى "مواجهة الواقع" بعد انتخاب لاي رئيساً للجزيرة
الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ تي يلوّح بجانب زميله في الانتخابات هسياو بي خيم خلال تجمع حاشد خارج مقر الحزب التقدمي الديموقراطي في تايبيه (13 كانون الثاني 2024 - أ ف ب).
Smaller Bigger
دعت تايوان الصين، الأحد، الى "مواجهة الواقع" واحترام نتائج الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز لاي تشينغ-تي المؤيد لاستقلال الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي وتعتبرها بيجينغ جزءا من أراضيها.

من جهتها، حذّرت الصين من عقاب "قاسٍ" لأي توجهات استقلالية في الجزيرة، غداة تأكيدها بعد فوز لاي أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية".

وتعهّد لاي تشينغ-تي، مرشح الحزب الديموقراطي التقدمي ونائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين، السبت الدفاع عن الجزيرة في مواجهة "تهديدات الصين المستمرة وترهيبها".

ودعت الخارجية التايوانية بيجينغ الى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية".

وحضت الوزارة في بيان "سلطات بيجينغ على احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".

من جهته، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد على أن تايوان "لم تكن يوما بلدا" ولن تكون، محذّرا من عقاب "قاسٍ" لأي خطوات نحو استقلالها.

وقال وانغ خلال مؤتمر صحافي في القاهرة "تايوان لم تكن يوما بلدا. لم تكن كذلك في الماضي، وبالتأكيد لن تكون كذلك في المستقبل".

وأضاف "أيا تكن نتائج الانتخابات، لا يمكنها أن تغيّر الواقع الأساسي بوجود صين واحدة وتايوان هي جزء منها".

ويصل وفد أميركي إلى تايوان الأحد في زيارة غير رسمية، على ما أعلن مكتب التمثيل الأميركي في تايبيه.

وسيجري الوفد المكلّف من إدارة جو بايدن محادثات مع "عدد من الشخصيات البارزة" الإثنين، على ما قال المعهد الأميركي في تايبيه في بيان.

ورحبت الخارجية التايوانية بالزيارة، لافتة الى أن الوفد سيلتقي "مسؤولين كبارا" ضمنهم الرئيسة تساي إنغ وين، على ان تستمر زيارته حتى الثلثاء.

ويتوقع أن تثير الخطوة امتعاض الصين التي تحذّر من أي تقارب ديبلوماسي مع تايوان، خصوصا من قبل واشنطن.

ووضع تايوان هو من أكبر القضايا الخلافية بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة.

وكانت بيجينغ انتقدت بشدة تهنئة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاي على انتخابه رئيسا.

وقال متحدث باسم الخارجية الصينية الأحد إن البيان "يرسل إشارة خاطئة جدا إلى القوى الانفصالية المطالبة بـ+استقلال تايوان+"، مؤكدا تقديم "احتجاجات قوية لدى الجانب الأميركي".

- حماية من "التهديدات" -
وتغلب لاي على أقرب منافسيه هو يو-إيه مرشح الحزب القومي (كومينتانغ) بأكثر من 900 ألف صوت، بعد حملة انتخابية طغت عليها ضغوط ديبلوماسية من بيجينغ واختراقات شبه يومي لمقاتلات صينية.

وسيتولى لاي منصبه في 20 أيار مع نائبه هسياو بي-خيم، وهو الممثل السابق لتايوان في الولايات المتحدة.

وقال لاي لمناصريه بعد الفوز "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، مهنّئا الشعب بـ"نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات".

وتعهد في الوقت نفسه "مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".

وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادتها الى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر.

وخلال يوم الاقتراع، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت أربع سفن عسكرية صينية في المياه المحيطة بالجزيرة، إضافة الى تحليق منطاد على علو مرتفع فوق أراضيها.

ورأت الصين في لاي "عاملا عنيدا" من أجل استقلال تايوان، و"مخربا للسلام" وحذّرت من أنه سيكون سبب "الحرب وانحدار" الجزيرة. وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، دعت الصين التايوانيين لاتخاذ "الخيار الصائب".

وأظهرت نسبة الاقتراع التي بلغت 72 بالمئة، حماسة الناخبين على التصويت.

وقالت سيندي هوانغ (58 عاما) إن لاي فاز لأنه "يمثّل إيمان الشعب وتطلعاته... لا نريد العودة الى الوضع السابق. لا نريد بعد الآن أن نكون مرتبطين بالصين".

- ترحيب دولي -
وتواصلت الأحد تهاني الدول الغربية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "نتوجه بالتهنئة الى كل الناخبين والمرشحين الذين شاركوا في هذه الممارسة الديموقراطية، إضافة الى من تمّ انتخابهم"، من دون ذكر لاي بالاسم.

وشددت على أهمية الاستقرار في مضيق تايوان، داعية إلى "احترام الوضع القائم من قبل كل الأطراف، ونأمل في استئناف الحوار بين ضفتي المضيق".

كما دعت برلين الى الإبقاء على الوضع القائم في الجزيرة، مشددة على أن أي تغيير فيه يجب أن يتم بشكل "سلمي وباتفاق بالتراضي".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد السبت أن بلاده لا تدعم "استقلال" تايوان، وذلك ردّا على سؤال بشأن فوز لاي. من جهته، هنّأ وزير خارجيته أنتوني بلينكن لاي بفوزه، وأشاد بـ"صلابة النظام الديموقراطي وبالعملية الانتخابية" في تايوان.

كما صدر ترحيب من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وأطراف أخرى.

وشددت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

وقطعت الصين كل الصلات الرسمية مع الرئيسة تساي وحزبها في 2016، ولا يتوقع أن تبدّل من نهجها مع خلفها لاي، ما يرجح أن يستمر الجفاء بين الطرفين خلال الأعوام الأربعة المقبلة من ولايته.

ويبقى السؤال في الأيام المقبلة بشأن ما سيكون عليه الرد الصيني على فوز لاي، وما اذا سيبقى في إطار التعليقات السياسية والديبلوماسية، أو يتخطاها الى عرض كبير للقوة العسكرية.

ويقطن تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني.

وستكون لأي نزاع في مضيق تايوان انعكاسات كارثية على الاقتصاد. فالجزيرة تؤمن سبعين بالمئة من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من خمسين بالمئة من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 11/6/2025 2:49:00 PM
يقاطع التيار الصدري، أحد أكبر التيارات الشيعية في البلاد، الانتخابات ما يجعل المشهد السياسي أمام احتمالات جديدة لتوازن القوى داخل المكونات الثلاثة: الشيعية والسنّية والكردية.
العالم العربي 11/7/2025 6:00:00 AM
مهمة اختيار رئيس الوزراء المقبل ستكون شديدة التعقيد في ظل استمرار الانقسام داخل البيت الشيعي.
العالم العربي 11/7/2025 6:00:00 AM
معركة الصناديق التي ستُفتح الثلاثاء ستفتح بدورها معركة أوسع وأشمل بعد تبيان النتائج.
العالم العربي 11/7/2025 3:10:00 AM
مواكبةً لهذه الانتخابات المفصلية في تاريخ العراق، تفتح "النهار" ملفاً عنوانه "العراق ينتخب: صراع الولاية الثانية"، تقدم فيه قراءة استشرافية لما هو متوقع في دولة تريدها طهران دائماً حديقة خلفية، وتريدها واشنطن أبداً رأس حربة.