أوروبا وأزمة اللقاح... "قنبلة" تُسأل عنها بروكسيل؟

أزمة جديدة تواجه الاتحاد الأوروبي مع فشل دوله الأعضاء في تسريع عمليات التلقيح ضد فيروس "كورونا". وفي الوقت الذي تبلي بريطانيا الخارجة حديثاً من عضوية الاتّحاد بلاء حسناً في توزيع اللقاحات، أقله نسبياً، تعاني دول الاتحاد في مواجهة الجائحة مع ارتفاع أعداد الإصابات فيها وازدياد ضغط المواطنين لرفع الإغلاق. يضاف إلى كل ذلك انتشار المتحوّر الجديد من كوفيد-19 بين عدد من دوله. لكنّ ما يحصل داخل الاتّحاد يرتبط، وفقاً لمؤشّرات، بعدم وجود استراتيجيّة تلقيح فعّالة، أو بوجود استراتيجيّة سيّئة. وتتراوح أخطاء الاتّحاد الأوروبّيّ بين طريقة التفاوض مع الشركات المصنّعة للّقاحات وصولاً إلى طريقة توزيعها على السكّان. أهداف وتحرّكات خاطئةفي مجلّة "فورين بوليسي"، فنّد الباحث البارز في "صندوق مارشال الألمانيّ للولايات المتحدة" وفي "معهد بيترسون للاقتصادات الدوليّة" جايكوب كيركيغارد الأخطاء المتسلسلة التي ارتكبها الاتّحاد والتي أوصلته إلى الوضع "المتفجّر". سلّمت بروكسيل ملفّ التفاوض مع الشركات المصنّعة للمفوّضيّة الأوروبّيّة تفادياً لدخول الدول الأعضاء في سباق محموم بين بعضها وخلق شرخ سياسيّ. لكنّ المفوّضية لم تملك خبرة في التفاوض معها وغرقت في لعبة استخدام نفوذ السوق المشتركة لتخفيض الأسعار. غير أنّ الهدف كان يجب أن يتمحور حول سرعة الحصول على اللقاح لأنّ ذلك أمكن أن يعوّض اقتصاديّاً وصحّيّاً أيّ تخفيض في الأسعار على المدى البعيد. وردّت بروكسيل على إعلان "فايزر/بايونتك" و"أسترازينيكا" أنّ شحنات لقاحاتها ستكون أقلّ ممّا تمّ الاتّفاق...