مالي تعلن الجمعة نتائج الاستفتاء حول دستور جديد

مالي تعلن الجمعة نتائج الاستفتاء حول دستور جديد
ناخب يدلي بصوته في مركز اقتراع في باماكو، خلال الاستفتاء (18 حزيران 2023، أ ف ب).
Smaller Bigger
تعلن السلطات التي يهيمن عليها المجلس العسكري في مالي، الجمعة في الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش، نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يعزز سلطات الرئيس لكنه لا يحظى بموافقة تيارات المعارضة المختلفة.

يعتبر منتقدو النص أنه يهدف إلى إبقاء العسكريين في الحكم بعد موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في شباط 2024 رغم التعهد بإعادة الحكم إلى المدنيين إبان الانتخابات.

وقالت السلطة الانتخابية على حسابها في فايسبوك إن نتائج الاستفتاء، المؤقتة بانتظار المصادقة النهائية عليها، سيتم الإعلان عنها في حفل يقام في المركز الدولي للمؤتمرات في باماكو. ويبدو أن إقرار هذه التعديلات مضمون.

يشكل الاستفتاء الذي جرى قبل أسبوع خطوة مهمة على الطريق الذي يفترض أن يفضي إلى عودة المدنيين إلى قيادة البلاد في آذار 2024 بموجب التعهدات التي قطعها العسكريون أنفسهم. 

وهذا التصويت هو الأول من نوعه الذي ينظمه العسكريون منذ توليهم السلطة بالقوة في آب 2020 في البلاد التي تشهد أزمة أمنية وسياسية واقتصادية عميقة متعددة الأوجه.

الاستفتاء الذي يجسد جدولاً زمنياً للإصلاحات والمشاورات المخطط لها حتى الانتخابات الرئاسية، كان محط اهتمام نظراً للمؤشرات التي يمكن أن يقدمها عن مدى تأييد للسكان للمجلس العسكري ورئيسه، الكولونيل أسيمي غوتا الذي تفيد تقارير أنه يحظى بشعبية، وعن الوضع الداخلي.

تعذر تنظيم التصويت في العديد من البلدات في وسط وشمال البلاد إما بسبب الخوف من الهجمات الجهادية أو لخلافات سياسية. 

وقالت السلطة الانتخابية الأربعاء إن نسبة الإقبال بلغت 38 بالمئة بعد فرز الأصوات في جميع مكاتب الاقتراع تقريبًا. والمشاركة متدنية تقليديا في مالي. 

دافعت السلطات عن الإصلاح باعتباره حجر زاوية إعادة بناء الدولة في مالي التي تنوي القيام بها.

يهدف الدستور الجديد إلى سد ثغرات دستور 1992 الذي يعد أحد عوامل فشل الدولة أمام الأزمات العديدة والتوسع الجهادي والفقر وتدمير البنية التحتية وانهيار قطاع التعليم. 

- قضية جواز السفر -
يصب جزء كبير من التعديل الدستوري في مصلحة القوات المسلحة. فهو يشدد على "السيادة" وهي شعار المجلس العسكري منذ ظهوره ثم الانفصال عن القوة الفرنسية المهيمنة السابقة والتحول نحو روسيا. 

وتزامن الاستفتاء مع مطالبة المجلس العسكري بسحب أكثر من 11 ألف عنصر من قوات حفظ السلام وما يقرب من 1600 شرطي من بعثة الأمم المتحدة المنتشرة في البلاد منذ عام 2013. 

ويتميز خصوصا بتعزيز صلاحيات الرئيس الذي "يحدد سياسة الأمة" بينما كان ذلك من اختصاص الحكومة في نص عام 1992.

وينص على العفو عن منفذي الانقلابات السابقة لصدوره. ويغذي النص التكهنات المستمرة حول احتمال ترشح غويتا للرئاسة.

يثير الإصلاح معارضة كتلة غير متجانسة نجحت في اسماع صوتها. 

منعت الجماعات المسلّحة في الشمال عملية الاقتراع كما رفضت الحركات المتمردة السابقة الموقعة على اتفاق سلام هش مع باماكو السماح بتسليم مستلزمات الاستفتاء على مشروع دستور لا يدعم الاتفاقية التي وقعتها في عام 2015.

وتحدثت عن حشو صناديق الاقتراع في البلدات الشمالية حيث جرى التصويت.

كما اتحدت المنظمات الدينية المؤثرة ضد الحفاظ على مبدأ علمانية الدولة في الدستور.

ألقى الإمام محمود ديكو، أحد الفاعلين في هذه التعبئة، خلال اجتماع خطاباً حاداً مناهضاً للنص وللمجلس العسكري. 

وصودر جواز سفر ديكو الذي كان داعماً في البداية للمجلس العسكري قبل أن يصبح من أشد معارضيه، في مطار باماكو لدى عودته الخميس من موريتانيا، وفق ما ذكر الوفد المرافق له.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 11/6/2025 2:49:00 PM
يقاطع التيار الصدري، أحد أكبر التيارات الشيعية في البلاد، الانتخابات ما يجعل المشهد السياسي أمام احتمالات جديدة لتوازن القوى داخل المكونات الثلاثة: الشيعية والسنّية والكردية.
العالم العربي 11/7/2025 6:00:00 AM
مهمة اختيار رئيس الوزراء المقبل ستكون شديدة التعقيد في ظل استمرار الانقسام داخل البيت الشيعي.
العالم العربي 11/7/2025 6:00:00 AM
معركة الصناديق التي ستُفتح الثلاثاء ستفتح بدورها معركة أوسع وأشمل بعد تبيان النتائج.
العالم العربي 11/7/2025 3:10:00 AM
مواكبةً لهذه الانتخابات المفصلية في تاريخ العراق، تفتح "النهار" ملفاً عنوانه "العراق ينتخب: صراع الولاية الثانية"، تقدم فيه قراءة استشرافية لما هو متوقع في دولة تريدها طهران دائماً حديقة خلفية، وتريدها واشنطن أبداً رأس حربة.