أسعار النفط العالمية إلى المزيد من الارتفاع؟

لا يزال هنالك هامش إضافي لارتفاع أسعار النفط العالمية خلال ما تبقى من السنة الحالية. هذا ما أورده تقرير حديث لموقع "أويل برايس" بناء على تقارير ومعطيات عدة. فمن ناحية أولى، عززت حركة النقل والاقتصادات المتعافية الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض المخزونات الدولية إلى ما دون المعدلات.

ولاحظ محلل السوق في "رويترز" جون كمب أنّه في كل من الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة لمنظمة التعاون والتنمية، انخفضت مخزونات النفط التجارية إلى ما دون متوسطات السنوات الخمس التي سبقت "كورونا" بما عكس وأكثر التكوينات الضخمة التي تمت مراكمتها خلال ربيع وصيف 2020.

وأزمة الطاقة في أوروبا وآسيا قادرة على فرض تعزيز إضافي للطلب العالمي على النفط بحدود 500 ألف برميل يومياً، بالمقارنة مع سوق "طبيعية" من دون أزمة غاز وفحم، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويبدو أنّ العرض لا يلبي ارتفاع الطلب بحسب الموقع نفسه. فإعصار إيدا حد من إمدادات النفط الأميركي في خليج المكسيك بدءاً من نهاية آب مروراً بمعظم شهر أيلول. ومن غير المتوقع تعافي الإمداد حتى بداية السنة المقبلة.

في الوقت نفسه، تواصل مجموعة أوبك+ إبقاء السوق ضيقة حيث تضيف 400 ألف برميل نفط يومياً كل شهر على إجمالي المعروض. يأتي هذا على الرغم من نداءات الولايات المتحدة ودول مستهلكة للنفط بزيادة العرض وعلى الرغم من أزمة الطاقة في أوروبا وآسيا. لكنّ قادة المجموعة يشيرون إلى زيادة متوقعة في المعروض خلال السنة المقبلة وإلى الحاجة للنظر لما هو أبعد من الشهرين المقبلين في قرارهم بمواصلة عكس 400 ألف برميل يومياً خلال الشهر من أصل تخفيضاتهم.

ومؤخراً، شدّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على ضرورة "النظر أبعد من أنوفنا" عبر أخذ متطلبات سنة 2022 بالحسبان كي لا تنتهي السنة المقبلة بكمية هائلة من المخزونات الزائدة.

ووفقاً لشبكة "بلومبيرغ"، تشير الأرقام إلى أنّ أوبك+ تضخّ أقلّ بكثير من سقف الإنتاج الجماعي، إذ لو التزم جميع أعضاء المنظمة بالسقف الذي حددته كل دولة عن شهر أيلول، لكان إجمالي الإنتاج أعلى بـ 747 ألف برميل يومياً مما كان عليه. على الرغم من ذلك، يشدّد قادة المجموعة على أهمية النظرة البعيدة المدى واستقرار السوق متوقعين زيادة في الإمداد من آبارهم الخاصة ومن آبار النفط الأميركي.