الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بايدن يستعدّ للإقرار بها رسمياً... دول تعترف بالإبادة الأرمنية وأخرى تجرّم إنكارها

المصدر: "أ ف ب"
إضاءة نصب تسيتسيرناكابيرد التذكاري في يريفان (24 نيسان 2020- أ ف ب).
إضاءة نصب تسيتسيرناكابيرد التذكاري في يريفان (24 نيسان 2020- أ ف ب).
A+ A-
تشكل مسألة الاعتراف بأن مجازر الأرمن كانت إبادة جماعية بين العام 1925 والعام 1927، مصدر توتر شديد بين تركيا والاسرة الدولية، في وقت يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن للإقرار رسمياً بها، على غرار ما قامت به حتى الآن برلمانات عدّة.
 
أقرّ الكونغرس الأميركي بالإبادة الأرمنية في كانون الأول 2019، في عملية تصويت رمزية، غير أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب رفضت استخدام كلمة "إبادة".
 
 
إبادة أو مذابح
يؤكد الأرمن أن مليون ونصف مليون أرمني قُتلوا بشكل منهجي خلال الحرب العالمية الأولى، في ظل الإمبراطورية العثمانية المتحالفة آنذاك مع ألمانيا والنمسا-المجر. وهم يحيون ذكرى الإبادة كل عام في 24 نيسان.
 
إن كانت تركيا وريثة الإمبراطورية بعد تفككها عام 1920، تقرّ بوقوع مذابح، ترفض توصيفها بالإبادة، مشيرة إلى ان حرباً أهلية في الأناضول تزامنت مع مجاعة، تسببت بمقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني، فضلاً عن عدد مساو من الأتراك.
 
اشتبهت السلطات العثمانية بعدم ولاء الأرمن للامبراطورية منذ نشوء حركة قومية تطالب بحكم ذاتي للأرمن في نهاية القرن التاسع عشر. وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني، دارت مواجهات دامية قتل فيها 100 ألف إلى 300 ألف أرمني بين عامي 1895 و1896، بحسب مصادر أرمنية.
 
في تشرين الاول 1914، دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى الى جانب المانيا والنمسا-المجر. وحين لحقت بها خسائر فادحة في المعارك التي جرت في المحافظات الأرمنية، ألقت باللوم على الأرمن، فاتهمتهم بالتعاون مع الروس ووصفتهم بـ"أعداء الداخل".
 
في 24 نيسان 1915، ألقت السلطات العثمانية القبض على آلاف الأرمن للاشتباه بامتلاكهم نزعة قومية معادية للحكومة المركزية. وفي 26 نيسان، أجاز قانون ترحيلهم "لدواعي الأمن الداخلي"، فيما سمح قانون آخر صدر في 13 أيلول بمصادرة أملاكهم.
 
نفي السكان الأرمن في الأناضول وكيليكيا قسراً الى صحارى ما بين النهرين، وقتل العديد منهم على الطريق او في مخيمات، فمنهم من أحرق حياً ومنهم من قضى غرقاً أو تسمماً أو جراء إصابته بالتيفوئيد، وفق تقارير ديبلوماسيين أجانب وعملاء استخبارات من تلك الحقبة.
 
في العام 2000، أكد 126 باحثاً بينهم الحائز جائزة نوبل للسلام إيلي فيزل، في بيان نشر في صحيفة "نيويورك تايمس" أن "الإبادة الأرمنية إبان الحرب العالمية الأولى واقع تاريخي لا يمكن إنكاره".
 
 
ثلاثون بلداً
في 20 نيسان 1965، كانت الأوروغواي أول بلد يعترف بإبادة الأرمن. وفي 2001، أقرّت فرنسا قانوناً يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وأقيم يوم وطني لإحياء ذكرى الإبادة لأول مرة في 24 نيسان 2019. غير أن فرنسا لا تجرم إنكار الإبادة، خلافاً لسويسرا وقبرص وسلوفاكيا.
 
صوّتت برلمانات نحو ثلاثين دولة على قوانين أو قرارات أو مذكرات تعترف صراحة بالإبادة الأرمنية، هي لبنان وألمانيا والأرجنتين والنمسا وبلجيكا وبوليفيا والبرازيل وكندا وتشيلي وقبرص والولايات المتحدة وفرنسا واليونان وإيطاليا وليتوانيا ولوكسمبورغ وباراغواء وهولندا وبولندا والبرتغال وروسيا وسلوفاكيا والسويد وسويسرا والأوروغواي والفاتيكان وفنزويلا. وفي شباط 2020، اعترف البرلمان السوري رسمياً بالإبادة الأرمنية في ظل توتر شديد بين دمشق وأنقرة.
 
 
اعتراف غير ملزم على الدوام
قرارات الاعتراف بالإبادة لها أبعاد مختلفة باختلاف الدول، ويتم التصويت عليها أحياناً في مجلس واحد من مجلسي البرلمان ويمكن للحكومات أن تنأى بنفسها عنها.
 
أقرّ البرلمان الأوروبي بالإبادة الأرمنية في 1987. ومن البلدان التي صوتت مؤخراً على قرار يعترف بالإبادة، هولندا، عام 2018، والبرتغال عام 2019. كذلك أصدر مجلس النواب الألماني قراراً بهذا الصدد في 2016 وصفته المستشارة أنغيلا ميركل بأنه غير ملزم.
 
يذكر أنه، في 24 نيسان 2015، فيما كانت أرمينيا تحيي مئوية الإبادة، تحدث البابا فرنسيس عن "أول إبادة في القرن العشرين".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم