مسيرة ميركل السياسية... بين النجاح والعثرات

"إذاً كيف يبدو العمل معها؟" – "إنّه كالعمل بجانب منشأة طاقة نووية". كثيرة هي التقارير التي تحاول الإحاطة بشخصيّة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتأثير حكمها على مستقبل ألمانيا. من بينها ما كتبته الخبيرة في الشؤون الألمانية والأطلسية والأكاديمية البارزة في مركز الولايات المتحدة وأوروبا التابع لـ "معهد بروكينغز" كونستانزه ستلزنمولر. بهذا السؤال الذي وجّهته إلى مسؤول مقرّب من ميركل، استهلّت ستلزنمولر مقالها في عدد أيار/حزيران من مجلة "فورين أفيرز" والذي تسلّط "النهار" الضوء عليه مع اقتراب نهاية المسيرة السياسيّة لميركل.أيام قليلة تفصل ميركل عن نهاية حكمها الطويل لألمانيا مع كل الإيجابيات والسلبيات التي رافقته. لا يحتاج الأمر إلى عناء كبير لمعرفة أنّ ميركل كانت تفضّل ختام مسيرتها السياسيّة بطريقة أفضل، بعيداً من أزمة "كورونا" ومن التراجع الكبير في شعبيتها وشعبية حزبها. علاوة على كل ذلك، قد تفرز الانتخابات التشريعية في 26 أيلول نتائج قلّما توقّعها البعض منذ سنوات قليلة، وهي هزيمة الحزب الحاكم واحتمال انضمامه إلى صفوف المعارضة. فالحظ الأوفر لغاية اليوم هو من نصيب الديموقراطي الاجتماعيّ أولاف شولتز الذي يمكن أن يصبح المستشار المقبل لألمانيا. يدعمه في ذلك أداء إيجابيّ في المناظرات التلفزيونية.هذه النتيجة نفسها تثير الفضول لمعرفة أسباب وصول ميركل إلى هذه النهاية، هي التي ساهمت في تحويل ألمانيا إلى أكبر اقتصاد في أوروبا ورابع أكبر اقتصاد في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين واليابان. قدّمت ستلزنمولر سرداً للأسباب  يمكن أن يقدّم صورة تفسيرية للمسار المتعرّج الذي سلكته ميركل.  شخصيّتهالفترة طويلة، استطاعت المستشارة الأولى المتحدّرة من ألمانيا الشرقية مناورة خصومها بنجاح. لقد تمتّعت ميركل بالقدرة على "نزع التعبئة اللاتماثلي" أي إلغاء الصبغة السياسية عن الخلافات وإطالة أمد القضايا حتى تخفّف حماسة المعارضين للذهاب إلى صناديق الاقتراع. ليست كلّ هذه السياسة عمديّة. فميركل هي ...