هل خاف بايدن من عقد مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين؟

يعتقد الكاتب السياسي في صحيفة "ذا هيل" الأميركية جو كونشا أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يخشى عقد مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمتهما في جينف. واستند كونشا إلى عدد من الأرقام والمؤشرات ليخرج باستنتاجه.

لقد تحدث بوتين في مؤتمره الصحافي طوال أكثر من 55 دقيقة وتلقى أكثر من 24 سؤالاً. ولم يستخدم الملقن (teleprompter) مطلقاً خلال حديثه. بعد ذلك بفترة قصيرة، تلقى بايدن 7 أسئلة فقط من المراسلين لكن بعدما قرأ عن الملقّن طوال 11 دقيقة.

وحين انتهى من قراءة ما عُرض على الملقّن وعندما همّ بإعلان استعداده لتلقي الأسئلة قال بايدن: "سأتلقى أسئلتكم. وكالعادة، أيها الحضور، لقد أعطوني لائحة بالأشخاص الذين سأناديهم".

يعلّق كونشا على ما حدث كاتباً: "نعم. قائد العالم الحرّ – مجدداً – أعلن أساساً أنّه غير قادر على مناداة مراسلين بطريقة عشوائية..." وقارن كونشا بايدن ببوتين الذي على الرغم من أنّه "لا يسمح بصحافة حرة في بلاده"، تمكّن من الحديث مع الإعلاميين بطريقة عشوائية.

أجاب بايدن على أسئلة سبعة مراسلين مختارين قبل مغادرة المنصّة بعد ثلاثين دقيقة من ضمنها الوقت المخصص لقراءة ملاحظاته المدوّنة. وأضاف كونشا أنّه إذا كان المراقب يتساءل عن دافع فريق الرئيس الأميركي ليرفض إجراء مؤتمر صحافي مشترك، فالجواب يكمن في عاملين: كان بوتين سيحاول إطالة وقت المؤتمر لساعات كي لا يسمح لبايدن بمناداة المراسلين الذين اختارهم سلفاً ولأنّه كان سيحاول أيضاً استعراض تفوّق حدّته الذهنية.

وينتقد الكاتب مواصلة الرئيس الأميركي حاجته ليقرأ عن الأوراق من أجل توفير الإجابة. كما ينتقد أيضاً انفعاله ضدّ مراسلة "سي أن أن" كايتلن كولينز لمجرّد سؤالها عن السبب الذي يجعله متأكداً من أنّ بوتين سيغيّر سلوكه. وراح بايدن يكلّمها شاهراً إصبعه وقال إنّها إذا لم تفهم رأيه فهي في المهنة الخاطئة. (اعترف بايدن بخطئه لاحقاً).

مع ذلك، يشير كونشا إلى أنّ الأمر لم يكن هكذا دوماً. ففي مناظرة نيابة الرئاسة مع الجمهوريّ بول راين سنة 2012، كان بايدن عدوانياً، حاداً ومتولياً زمام الأمور. ويضيف: "بعدها، عاوِدوا مشاهدة هذا المؤتمر الصحافي... إنّه كمشاهدة وسماع شخص مختلف".