الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بايدن في خطاب التنصيب: الديموقراطية ثمينة وهشّة

المصدر: النهار
الرئيس الاميركي جو بايدن يؤدي اليمين أمام رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس في الكونغرس أمس.   (أ ف ب)
الرئيس الاميركي جو بايدن يؤدي اليمين أمام رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس في الكونغرس أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
صار جو بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة أمس، ودعا في خطابه عقب اداء القسم إلى "الوحدة" في بلد عصفت فيه أزمات شديدة مع نهاية ولاية دونالد ترامب، مزقت الأميركيين وهزت العالم.
 
وقال بايدن كما تنص صيغة أداء اليمين فيما يضع يده على الكتاب المقدس أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس "أنا، جوزف روبينيت بايدن جونيور، أقسم بأنني سأؤدي بأمانة واجبات رئيس الولايات المتحدة وأنني سأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".
وفي خطاب استمر قرابة عشرين دقيقة، أشاد بايدن (78 سنة)، الذي صار أكبر رئيس أميركي بـ"يوم الولايات المتحدة ويوم الديموقراطية ويوم الأمل"، بعد ساعات قليلة من مغادرة ترامب واشنطن.
 
وقال وسط تصفيق الضيوف القلائل الذين اختيروا بعناية لحضور المراسم بسبب وباء كوفيد-19 :"الديموقراطية ثمينة والديموقراطية هشة، واليوم انتصرت الديموقراطية يا أصدقائي".   
 
 وأضاف: "تعرضت أميركا لاختبارات قاسية عبر العصور مرة تلو الأخرى وكانت أميركا على قدر التحدي... في هذه الساعة أصدقائي، الديموقراطية انتصرت... اليوم نحتفل بالنصر، ليس نصر مرشح وإنما انتصار قضية. قضية الديموقراطية".
 
وقال : "الأمر يتطلب ما هو أكثر بكثير من الكلمات لنتغلب على تلك التحديات ولنستعيد الروح ونؤمّن مستقبل أميركا. يتطلب الأمر تحقيق هدف هو الأكثر صعوبة في نظام ديموقراطي ألا وهو الوحدة... يجب علينا أن ننهي تلك الحرب غير المتحضرة التي تضع الأحمر في مواجهة الأزرق والريفي في مواجهة المدني والمحافظ في مواجهة الليبرالي. يمكننا أن نفعل ذلك إذا فتحنا قلوبنا وأرواحنا بدلا من القسوة". 
 
وأضاف: "نقف هنا... بعد أن ظن حشد من الغوغاء قبل أيام أنهم قادرون على استخدام العنف لإسكات إرادة الشعب وتعطيل ديموقراطيتنا وإبعادنا عن هذا المكان المقدس... لم يحدث ذلك... ولن يحدث أبدا. لا اليوم ولا غدا ولا في أي يوم من الأيام". وأكد قائلاً:"ساكون رئيساً لكل الأميركيين".
وأضاف: "أعلم أن القوى التي تفرقنا عميقة وحقيقية"، مكررا الدعوات إلى "الوحدة" في هذا الخطاب، الذي يتناقض مع الخطاب القاتم والعدائي الذي أدلى به سلفه الجمهوري في المكان نفسه قبل أربع سنوات.
 
وسيبقى هذا اليوم مشهودا في الولايات المتحدة خصوصا مع تولي امرأة منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. وكامالا هاريس (56 سنة) هي أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
 
ومع أنه تمنى أخيرا حظا موفقا لبايدن في رسالة فيديو، فان ترامب لم يهنئ أبدا الرئيس المنتخب وقرر عدم حضور مراسم اداء اليمين لخلفه، وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاما.
 
"المصالحة" و"الوحدة" 
وترك ترامب البيت الأبيض صباح أمس، قبل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية وأداء بايدن اليمين،  من دون أن يلتقي خلفه، متحدثا بشكل مقتضب عن ولاية "رائعة امتدت لأربع سنوات" تمثل "شرف العمر". وغادر هو وزوجته ميلانيا بطائرة هليكوبتر لحضور حفل وداع في قاعدة أندروز الجوية المشتركة، حيث وعد أنصاره بأنه "سيعود بشكل ما" متفاخرا بما وصفه بنجاح إدارته قبل أن يسافر جوا إلى منتجعه مار آلاغو في ولاية فلوريدا.
 
لكن قبل مغادرته، اختار احترام تقليد واحد وهو ترك رسالة لجو بايدن، تناقلت المواقع من دون تأكيد رسمي انه كتب فيها "انت تعلم انني انتصرت".
وكان باراك اوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في الصفوف الأمامية خلال احتفال التنصيب الرئيس الديموقراطي وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفيديرالية. وتبادل بايدن الذي كان يرتدي بدلة داكنة وربطة عنق زرقاء، التحية بقبضة اليد مع باراك أوباما.
 
ويعتزم بايدن بعد نصف قرن من الحياة السياسية، أن يبرز اعتبارا من اليوم الأول الفارق الكبير - في الجوهر كما في الشكل - مع رجل الأعمال النيويوركي.وحضر بايدن في خطوة رمزية لـ"المصالحة" و"الوحدة" اللتين ينوي تحقيقهما، صباح الأربعاء فيما كان سلفه متوجها إلى فلوريدا، قداسا في كاتدرائية سانت ماتيو في واشنطن برفقة مسؤولين ديموقراطيين وجمهوريين في الكونغرس.
 
وحذّر بايدن الذي قدم نفسه على انه رئيس لجميع الأميركيين، من أن الولايات المتحدة التي سجّلت أكثر من 400 ألف وفاة بسبب الوباء، ستدخل "المرحلة الأكثر فتكا من الفيروس". ودعا الأميركيين إلى وضع اختلافاتهم جانبا لمواجهة "الشتاء القاتم" فيما كان سلفه يقلل باستمرار من خطر الأزمة الصحية.
واعتبارا من أمس سيصدر 17 أمرا رئاسيا للعودة عن اجراءات اعتمدتها إدارة ترامب، وسيعمد خصوصا الى إعادة الولايات المتحدة الى اتفاق باريس للمناخ والى منظمة الصحة العالمية.
 
سحر الفن
وغنت ليدي غاغا النشيد الوطني الأميركي بطريقتها المميزة وأنشد غارث بروكس دون آلات موسيقية وأضافت جينفر لوبيز جملا بالإسبانية وسط أغنيتها خلال مراسم تنصيب بايدن، التي اتسمت بالتنوع الثقافي وزخرت بمناشدات لم الشمل وتوحيد الصف. 
 
والتفتت غاغا وهي تغني وأشارت إلى العلم الأميركي الذي يرفرف فوق مبنى الكونغرس، الذي شهد قبل أسبوعين هجوما من أنصار ترامب الساعين لإبطال فوز بايدن بالرئاسة. وكتبت غاغا على تويتر قبل المراسم، أنها تريد "الاحتفاء بماضينا ومداواة الجروح من أجل مستقبلنا والتطلع لمستقبل نعمل فيه معا بحب".
أما مغني موسيقى الريف بروكس، وهو جمهوري، فقد أنشد ترنيمة (أميزينع غريس) أو "نعمة مدهشة" وطلب من الحضور ومن الأميركيين الذين يشاهدون الحفل من منازلهم غناء المقطع الأخير معه.
 
ومزجت لوبيز بين أغنيتي (ذيس لاند إز يور لاند) أو "هذه الأرض أرضك" و(أميركا ذا بيوتيفول) أو "أميركا الجميلة" وفصلت بينهما بجمل من قسم الولاء هتفت بها بالإسبانية وهو الجزء الذي يقول "أمة واحدة بأمر الرب ... غير منقسمة... فيها الحرية والعدالة للجميع".
 
ولخصت الشاعرة الصغيرة أماندا جورمان (22 سنة) المشاعر المختلطة التي شابت السنوات الأربع الماضية المتقلبة في قصيدة، وأشارت فيها إلى نفسها بأنها "فتاة سوداء نحيلة انحدرت من أسلاف كانوا عبيدا وربتها أم بمفردها يمكنها الآن أن تحلم بأن تصير رئيسة".
 
ويتناقض وجود نجوم من البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في مراسم التنصيب، بشكل صارخ، مع حفل تنصيب ترامب عام 2017 الذي لم يحضره الكثير من النجوم.
 
وجرى حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى. اجراءات الأمن المحيطة بالحفل كانت استثنائية. وتم نشر نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل انحاء البلاد.
 
بسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم الى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فان بايدن وقف امام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض.
 
ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على انتهاء ولاية ترامب، حيث رحب قادة الاتحاد الاوروبي بوصول صديق لأوروبا الى الرئاسة في الولايات المتحدة.
 
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قبل تنصيب بايدن إن أوروبا "صار لديها صديق في البيت الأبيض لبناء ميثاق مؤسسي جديد".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم