الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

روحاني: مستعدون لالتزاماتنا النووية "في أي وقت"

المصدر: النهار
الرئيس الايراني حسن روحاني-في الوسط- ووزير الخارجية محمد جواد ظريف -الى اليمين- ووزير الخارجية الأذري جيهون بايرفوف الذي زار طهران أمس.
الرئيس الايراني حسن روحاني-في الوسط- ووزير الخارجية محمد جواد ظريف -الى اليمين- ووزير الخارجية الأذري جيهون بايرفوف الذي زار طهران أمس.
A+ A-
 
صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن إيران مستعدة للعودة "في أي وقت" إلى الاحترام الكامل للتعهدات التي قطعتها للأسرة الدولية في شأن نشاطاتها النووية.
وكانت إيران وقعت "خطة العمل الشاملة المشتركة" في فيينا في 2015 مع مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، ووافقت بموجبها على الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
لكن هذا الاتفاق مهدد بالانهيار منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده منه في أيار 2018، قبل إعادة فرض العقوبات التي أغرقت الجمهورية الإسلامية في ركود اقتصادي عميق. 
ردا على ذلك، قلصت إيران اعتبارا من أيار 2019 التزاماتها الرئيسية بهذا الاتفاق النووي.
وقال روحاني خلال كلمة متلفزة في مجلس الوزراء :"في أي وقت، بمجرد عودة 5+1 أو 4+1 (أي من دون الولايات المتحدة) إلى جميع التزاماتها سنعود أيضا إلى جميع الالتزامات التي قطعناها".
وأضاف : "قلت فعلاً إن العودة الى الاتفاق النووي لا تحتاج الى عنصر الزمن بل تستدعي الارادة".
وعلى رغم انتقادات المحافظين الإيرانيين المتطرفين، أكد روحاني رغبته في مخرج ديبلوماسي للأزمة الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، مؤكدا أنه مصمم على عدم تفويت "الفرصة" التي يمثلها تغير الرئيس الأميركي في كانون الثاني. 
 
"المال جاهز" 
تبنى مجلس الشورى الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون منذ انتخابات شباط التي شهدت نسبة امتناع مرتفعة عن التصويت، في الثاني من كانون الأول وخلافاً لتوصية الحكومة، قانونا قد يؤدي إذا طُبق إلى إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن، ما سيقوض هذا الاتفاق المعلق. 
ويعود إلى روحاني توقيع النص ليصدر القانون الذي صادق عليه مجلس صيانة الدستور. لكن الرئيس الإيراني لمح الأربعاء إلى أنه لا ينوي التوقيع على هذا النص.
وحول المسألة النووية، قال روحاني الذي أعيد انتخابه في 2017 لولاية رئاسية ثانية من الدورة الأولى :"نحتاج إلى سماع صوت واحد". وأضاف أن "الناس صوتوا لبرنامج... ويريدون أربع سنوات من العمل".
ومنذ عودة العقوبات الأميركية، قطعت إيران فعليا عن النظام المالي الدولي. 
وتتهم طهران برلين ولندن وباريس بعدم القيام بأي شيء لمساعدة الجمهورية الإسلامية على الالتفاف على هذا الحظر المالي، وترى أن الأوروبيين يفشلون تالياً في الوفاء بالتعهدات التي قطعوها في فيينا.
وتفضل المصارف الدولية بشكل عام رفض أي معاملة تتعلق بإيران بدلا من المخاطرة باحتمال مواجهة إجراءات انتقامية من الولايات المتحدة، حتى عندما تكون السلع المعنية منتجات طبية أو غذائية أو إنسانية يُفترض أن تكون مستثناة من العقوبات الأميركية. 
وبوفاة أكثر من 51 ألف شخص من أصل نحو مليون ومئة ألف مصاب بكوفيد-19، بحسب الأرقام الرسمية، تبدو إيران الدولة الأكثر تضررا في الشرق الأدنى والشرق الأوسط من وباء كوفيد-19. وتشكو السلطات من عدم تمكنها من الوصول إلى اللقاحات التي يفترض أن تتوافر قريبا.
وقال روحاني :"نريد شراء اللقاح... المال... جاهز لكن ليس هناك مصرف يقبل بالصفقة".   
 
دعوة روسية
وفي السياق، دعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، طهران إلى عدم رفع السقف في ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني والتعامل بمسؤولية معه.
وأضاف أن "هناك قوى محددة يهمها تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة بأيد إيرانية"، مشيرا إلى "ضرورة زيادة فرص الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني في الوقت الحالي، الأمر الذي يتطلب إظهار ضبط النفس من جميع الأطراف".
كما كشف عن "وجود اتصالات مكثفة بين الدول المعنية بهذا الاتفاق، ولم يستبعد عقد لقاء وزاري قبل نهاية العام الجاري على مستوى وزراء خارجية دول "5+1".
ونقلت وكالة الأنباء العامة الروسية "ريا نوفوستي" عن ريابكوف :"نتوجه بشكل خاص إلى الجانب الإيراني وندعوه إلى عدم الانصياع للعبة المزايدات والتحلي بالمسؤولية". واضاف: "في هذا الوضع يجب أن نتحلى بأكبر قدر من المسؤولية". 
 
اعتقالات في قضية فخر زاده
من جهة ثانية، نقلت وكالة أنباء الطلابية الإيرانية "إيسنا" عن حسين أمير عبد اللهيان مستشار رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، إنه جرى اعتقال بعض المشاركين في اغتيال محسن فخري زاده، أكبر عالم نووي في البلاد الشهر الماضي.
وألقت إيران بالمسؤولية على إسرائيل في اغتيال محسن فخري زاده الذي كانت أجهزة الاستخبارات الغربية تعتبره العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لتطوير القدرة على التسلح النووي. وتنفي إيران منذ وقت طويل أي طموح من هذا القبيل. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن قتل فخري زاده الذي اغتيل في 27 تشرين الثاني.
ونقلت "إيسنا" عن أمير عبد اللهيان قوله لقناة "العالم" الإيرانية الناطقة العربية: "لن يفلت مرتكبو هذا الاغتيال من العدالة. وقد حددت أجهزة الأمن بعضهم واعتقلتهم".
وأضاف : "هل يستطيع الصهاينة (إسرائيل) القيام بذلك وحدهم ومن دون تعاون جهاز (الاستخبارات) الأميركية، على سبيل المثال، أو أجهزة أخرى؟"
وقدمت الجمهورية الإسلامية تفاصيل متضاربة عن مقتل فخري زاده في نهار يوم 27 تشرين الثاني في مكمن استهدف سيارته على طريق سريع قرب طهران.
وكان قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني، قال إن عملية الاغتيال نفذت عن بعد "بسلاح باستخدام كاميرا متطورة". وأضاف "كان السلاح الرشاش مثبتا على شاحنة صغيرة وتم التحكم به عبر قمر صناعي".
لكن شهودا قالوا للتلفزيون الرسمي بعيد اغتيال فخري زاده إن شاحنة انفجرت ثم أطلقت مجموعة من المسلحين النار على سيارته.
وقال خبراء ومسؤولون ل"رويترز" الأسبوع الماضي، إن مقتل فخري زاده كشف النقاب عن ثغرات أمنية تشير إلى احتمال اختراق قوى الأمن وتعرض الجمهورية الإسلامية لمزيد من الهجمات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم