الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غداء فخلوة فارتباط.. ماذا في المحادثات اللبنانية الإسرائيلية؟

المصدر: صيحات
محمد شهابي
محمد شهابي
صورة من بلدة الناقورة
صورة من بلدة الناقورة
A+ A-
بدأت في الرابع عشر من تشرين أول الجاري، مفاوضات لبنانية إسرائيلية، حول ترسيم الحدود البحرية، لتنفذ حتى اليوم جولات ثلاث، اجتمع فيها الوفدان ببلدة الناقورة الحدودية في مقر الأمم المتحدة (اليونيفل).
 
وكان قد أعلن عن المفاوضات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مسؤول حركة أمل، والحليف الأول لحزب الله،اللذان لطالما أعلنا صراحة عداءهما المطلق لإسرائيل.
 
بوفيه مفتوح مع مشروب!
مفاوضات أنهت جولتها الثالثة يوم أمس، وبحسب التسريبات، اجتمع الوفدان  على طاولة غداء بعدما كان الحديث على أنّ الوفد لن يبتعد عن إطار المفاوضات التقنية (حفظًا لماء وجهه)، فيما يبدو أنها محاولة لتهدئة الأمور بينهما ولكسر الجمود الحاصل، فكما يقول المثل "عندما تدقّ ساعة الجوع لا طعام سيء".
 
ووفق تسريبات إعلامية، الغداء كان عبارة عن بوفيه مفتوح، حيث قام كلّ وفد بسكب الطعام لنفسه، أي خدمة الـ Self Service، وبما أنّ الاجتماع كان مغلقًا لأسباب أمنية (نستعرضها لاحقًا) سنُعمل مخيلتنا قليلًا لبحث ما جرى خلال حفلة تناول الغداء. إذ وبينما كان الطباخون يعملون على وضع الطعام على المائدة، حضرت التبولة اللبنانية، فصاح الإسرائيلي أنها تبولة إسرائيلية، ما دفع بالوفد اللبناني إلى التهكم على الأمر، وعندما حضرت "الكبة النيّة" أسرع الإسرائيلي قائلًا "شو كمان الكبة لإلكم"، فضحك الجانبان حتى اغرورت عيناهما بالدمع. ليختتم الغداء بكاسكم جميعًا.
 
لبنان "حزب الله"... يفاوض!
وعلى ما يبدو فإنّ الضغوطات الاقتصادية والأمنية والمالية، دفعت بالجانب اللبناني إلى التقهقر قليلًا أمام تشبثه برفض التفاوض مع العدو الإسرائيلي، إلا أنّ التسريبات الإعلامية من الجانب اللبناني تعكس صورًا متضاربة عن جلسات الحوار الجارية.
 
الصحف والقنوات المؤيدة للخط السياسي لحزب الله، تتحدث عن استعلاء إسرائيلي بالمفاوضات الجارية، استعلاء ينمّ عن عدم اهتمام بالمصلحة اللبنانية (وهذا أمر طبيعي على كيان كالعدو الإسرائيلي)، فالعدو على علم بالوضع اللبناني المهترئ، فلن يهمه ما إن حصلت المفاوضات أو لم تحصل ولن يهمه ما إن اكتملت أو لم تكتمل. هدف الصحف الموالية من حزب الله من الإضاءة على هذا الأمر، هو شدّ العصب الطائفي، وهي الخبيرة بذلك، فلا تريد أن تعطي صورة لجمهورها أنّ حزب الله راضٍ عن عملية المفاوضات، ولكن تريد أن توصل رسالة له أنّ حزب الله يفعل ما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، والموضوع "أكبر مني ومنك"، جواب يجب أن يكون جاهزصا لكل منتقد لسياسة حزب الله وخط "المقاومة".
 
ولا تكتفي الصحف الموالية لحزب الله بذلك فقط، بل إنها تسرب معلومات عن ضغوطات يمارسها الوفد اللبناني على نظيره الإسرائيلي، فذاك الوفد مقاومٌ أيضًا، يريد المصلحة العليا للبنان، ويريد حق لبنان من موارده النفطية والغازية في بحره، فيحاول جاهدًا فرض شروطه على الإسرائيليين والوفد الأميركي المتوسط في المفاوضات. إلا أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى أنّ الوفد الإسرائيلي رفض رفضًا قاطعًا مناقشة المقترحات اللبنانية كما أنّه قدم شروطًا إضافية عن موقفه الأصلي. ما يعكس صورة سلبية عن المفاوضات الجارية المتوقع استكمالها الشهر القادم.
 
زكزكة داخلية لبنانية
 
أما في الجهة المقابلة، صحف وقنوات على عداء مع حزب الله وخطه السياسي، لا تنفك عن مهاجمته ومهاجمة حليفه نبيه بري والعهد بأكمله، تحت شعار أنّ خط المقاومة يفاوض إسرائيل، في وقت تهرول الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل، ومتسائلة هل يحذو لبنان حذو الدول العربية من أجل النجاة من أزماته. ولكن ماذا يفعل العهد غير ذلك، لا حلّ في الأفق للأزمات اللبنانية، فلا الثورة استطاعت استقطاب اللبنانيين إلى ساحاتها، ولا انفجار الرابع من آب والمبادرة الفرنسية أنقذت لبنان من انهياره، بل ما حصل أن الانقسام تجذر أكثر والانحدار في المستوى السياسي والأمني ارتفع بشكل كبير، ما يضع لبنان على خريطة الدول المهددة بالزوال.
 
ولكن.. اعتداء وضرب! إذ لم تمر الجولة التي حصلت أمس الخميس، بسلام وأمان، إذ اعتدى عناصر عرفوا عن أنفسهم بأنهم عناصر منضبطة مع حزب الله على الإعلاميين في بلدة الناقورة، مطالبين إيّاهم بالتراجع إلى حدود البلدة، أمر غير مبرر، فما علاقة العناصر الحزبية بفرض شروط على تحركات الإعلاميين، وهم قد حصلوا على إذن من الأجهزة الأمنية الرسمية للتحرك وتغطية الحدث!؟ أمر يجعلنا نتساءل هل من أمر يخفيه حزب الله على جمهوره وعلى اللبنانيين؟
 
ردود الفعل حول المفاوضات الجارية، جاءت على الشكل التالي:
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم