هل تعلم أنّ أكثر من نصف الأمراض المعدية التي أصابت البشر جاءت من الحيوانات؟ إذ يُقدّر العلماء أنّ الحيوانات تنشر 6 من أصل كل 10 أمراض معدية معروفة! والعديد منها أمراض فتاكة، وقد تتفشّى على نطاق واسع، كما هو الحال مع جائحة كورونا.
وحين تنتقل الجراثيم الضارّة من الحيوان إلى الإنسان تُعرف حينها باسم الأمراض الحيوانية المنشأ، وربما تكون الحيوانات لطيفة، ودودة، أو حتى لذيذة؛ ولكن عليك أن تحذرها إن كانت مصابة.
في هذا التقرير، نعرض بعض الأمراض الحيوانية المنشأ، التي لا تزال موجودة إلى الآن.
داء الكلب هو مرض فيروسي فظيع يُصيب جميع الثدييات من ذوات الدم الحارّ، بما في ذلك البشر. يُصاب الحيوان بفيروس داء الكلب في لعابه وأنسجة الدماغ، وينتقل الفيروس إلى البشر عادةً عن طريق العضات. كما ينتشر الفيروس أيضاً عن طريق التلامس مع الجروح المفتوحة.
وعضات الكلاب والخفافيش هي من أكثر الأسباب شيوعاً لإصابة البشر بداء الكلب، علاوةً على بعض الحالات النادرة من عضات الظربان والثعالب والراكون.
تُعَدُّ إنفلونزا الطيور أكثر أنواع الإنفلونزا الحيوانية المنشأ انتشاراً، وخاصةً تلك التي تُسبّبها فيروسات H5 وH7N9. ويُمكن أن تُصاب بفيروسات إنفلونزا الطيور من الدواجن، مثل الدجاج والديوك الرومية والبط. وينتقل هذا الفيروس إلى البشر بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة عند التعرّض للدواجن المصابة الحيّة أو الميتة، أو داخل البيئات الملوّثة مثل أسواق الطيور.
كما أنّ تناول أطباق الدجاج النيئة المصابة يُمكن أن يصيبك بالعدوى أيضاً. وإنفلونزا الخنازير هي نوعٌ آخر من الفيروسات التي تُصيب البشر، ويُمكن أن تُصاب بهذه العدوى عن طريق الاقتراب من الخنازير المصابة أو حظائرها.
الملاريا ليست من الفيروسات، رغم أنّها تنتقل عن طريق البعوض أيضاً، بل هي في الواقع مرضٌ يُسبّبه طفيل المتصورة. ويُمكن أن تستضيف بعوضة الأنوفيلة هذا الطفيل الذي يُسبب الملاريا.
يستخدم البعوض اللعاب لمنع تجلّط الدم أثناء لدغ البشر، وينتقل الطُّفيل إلى مجرى الدم من خلال هذا اللعاب. وبمجرد أن يدخُل أجسادنا يتضاعف الطُّفيل داخل الكبد ثم يُصيب خلايا الدم الحمراء ويُدمّرها.