اللبناني يتحول إلى شخصية عصبية ومنفعلة

"ليش اللبناني ما بدو يكون معصّب من الأساس؟" ما تمرّ فيه البلاد من أزمات ومشاكل إقتصادية ومصاعب على كافة الأصعدة، لا تخوّلنا إلّا أن نتزمّر على الوضع الصعب الذي نعيشه، كنّا نقابل العديد من الأشخاص ترتسم البسمة على وجوههم، لكن بتنا اليوم نخشى لقاءهم بسبب نفسيتهم التي أصبحت تتدهور كما الأوضاع.
وللإجابة عن السؤال الذي طرحناه في البداية، نؤكد لكم أن اللبناني رغم كل ما يمرّ فيه يبقى مصدراً للأمل والفرح، لكن ما آلت إليه الأمور من صعوبات وخاصة بعد جريمة إنفجار 4 آب تغيّرت الأمور بشكل كبير، حيث بتنا نودّع بعضنا البعض بشكل يومي، وأصبحنا نخسر قريب أو صديق بسبب الهجرة.
 
لماذا أصبح اللبناني متذمّراً أغلب الأحيان؟
 
1- غلاء فاحش
 
لا رحمة في قلوب التجار الذين يتفنّنون في نهب الشعب المسكين، وخاصة المواطن الذي ما زال يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية  وعلى سعر الصرف القديم أي "1500 ليرة عن الدولار الواحد"،  بينما يسعر التاجر منتجاته بأسعار تفوق الخيال وعلى سعر صرف الدولار الذي لامس ال25000 ليرة لبنانية في الأيام الفائتة.
 
فكيف للمواطن أن يبتسم، وهو غير قادر على شراء كيلو سكّر لمنزله، وكيف له أن يبتسم وهو غير قادر على تلبية أدنى متطلبات أطفاله؟
 
2- غياب الأدوية
 
مافيا  الدواء  تتحكم بالمواطنين بشكل يومي، وحتى المسكنات باتت نادرة وأصبحنا بحاجة أن نعرض أنفسنا للذل كي نشتري أدوية بسيطة للأطفال.
وكي لا نذهب بعيداً، أكثر من حالة في الاسابيع الماضية شهدناها في هذه الغابة، حيث خسرنا عدداً من الأطفال بسبب فقدان الأدوية وعدم قدرة المستشفيات على تأمين العلاجات التي من شأنها معالجة الحالات. فكيف لك أن تلوم أب خسر إبنته وتسأله عن سبب تذمره؟
 
3- هجرة الشباب
 
لا يمرّ يومٌ علينا إلّا ونودّع فيه صديق أو قريب، فرص العمل أصبحت محدودة في هذا البلد وفي حال وجدنا فرصة عمل، سيكون الراتب أشبه بصدقة، لا تخوّلنا تأمين مستقبل جيّد وبناء حياة جديدة.
يطمح الشباب للخروج من هذا البلد، ومن بقي هنا لن تجده يوماً ضاحكاً ولا مرتاحاً إذ سُلبت منه كل حرياته.
 
4- الوقود
 
هذه الرواية بمفردها كفيلة بأن تجعل من اللبناني شخصاً عصبياً لا يتقبل كما حوله، إذ يصر بعض أصحاب محطات بالزبائن وميليشات المناطق على ذل الشعب وابتزازه. 
 
ويبقى الفرد الواحد في سيارته ينتظر دوره أكثر من ساعتين، ليصل إلى الخرطوم ولا يُسمح له  بتزويد سيارته بأكثر من 50 ألف ليرة، ليجد لاحقاً أن هذا الوقود مغشوش والعداد تم التلاعب به. 
 
 
5- الكهرباء
 
كذبة الكهرباء التي ترافقنا منذ سنوات طويلة والوعود بأنها ستصبح متوفرة بشكل جيّد وكل هذه الـ "خزعبلات" التي خدرتنا فيها السلطة، لم نعد نستطيع تصديقها خصوصاً أن الكهرباء أصبحت شبه مستحيلة على الشعب اللبناني، ولتزيد الطين بلّة أصبح أصحاب المولدات يتحكمون فينا ويجبروننا على دفع مبالغ خيالية من جل 5 أمبيرات فقط من الكهرباء.