طرابلس تصرخ وحدها ضد الفقر والجوع

من يداوي وجع أم لا تستطيع أن تجد دواءً لها أو لأبنائها، من يسكت أنين طفل جائع لا حليب له، من يرفق برجل مسن لا منزل يؤويه، ومن يساعد رجلًا جنّ من أجل أن يجد عملًا يحصل منه على قوت يومه، أو من يقنع شابًا أن يبقى في وطن تخلى عنه قبل ولادته، بضع أوصاف تعبر عن حال المواطنين في لبنان، فكيف بحال الطرابلسيين وهم الذين يقبعون في مدينة هي الأكثر فقرًا على حوض البحر الأبيض المتوسط.
 
ولليلة الثالثة على التوالي، شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان، أعمال شغب احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حرق إطارات، محاولات لاقتحام السرايا الحكومية، واشتباكات مع القوى الأمنية.
 
ليلة أمس لم تكن كسابقاتها، بل ربما كانت الأعنف منذ بدء احتجاجات 17 تشرين، عناصر من القوى الأمنية أطلقت الرصاص الحيّ على المتظاهرين ما أدى إلى وفاة الشاب عمر فاروق طيبة جراء إصابته برصاصة في الظهر بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى.
 
هذا التطور يعدّ سابقة خطيرة في الصدامات المطلبية، إذ ووفقًا لسياق الأحداث فقد استعمل عناصر الأمن الرصاص الحيّ في بداية احتجاجات 17 تشرين، إنما جرى إطلاق الرصاص حينها في الهواء لإرعاب الناس، فيما درج عند عناصر الأمن إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين وتعمد إصابتهم في مناطق كالرأس، فخسر الكثير منهم أعينهم.
 
وبالعودة إلى طرابلس، لم يعد يستطيع المواطن اللبناني هناك، أن يتحمل إهمال الدولة اللبنانية، دولة أقعدت الناس في منازلها بحجة تفشي وباء كورونا، الذي هي من تسببت به جراء سياساتها الفاشلة، وليس وحده قرار فتح المطار أحد أسباب تفشي الوباء، كذلك لم تقدم الدولة الخدمات التي من شأنها أن تسهل على المواطنين حياة الحجر المنزلي، بل نسفت الاقتصاد ورفعت من نسب البطالة، وأغلقت المحال التجارية، فأضحى المواطن يواجه وحيدًا أزمات صحية واقتصادية واجتماعية ونفسية وأمنية.
 
صدامات الشارع الطرابلسي أمس، تخللها رمي بالحجارة وزجاجات المولوتوف من المتظاهرين، فيما أشار بيان لقوى الأمن عن إصابة عسكريين جراء إلقاء قنبلة يدوية عليهم، فيما رد عناصر قوى الأمن ومكافحة الشغب والجيش كذلك، باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة والرصاص المطاطي والحيّ هو الآخر.
 
 
هذا وشهد شارع الحمرا في بيروت، خروج عدد من المواطنين احتجاجًا على ما تشهده مدينة طرابلس من ممارسات أمنية ضد المتظاهرين، مطالبين الناس بالنزول إلى الشارع وإسقاط الطبقة الحاكمة.
 
كذلك كان وسم #طرابلس الأعلى تداولًا في لبنان، وجاءت ردود فعل النشطاء على الشكل التالي: