لماذا يحبّ اللبنانيون قادتهم؟

لماذا يحبّ اللبنانيون قادتهم؟ سؤال يراود قسمًا لا بأس به من الشعب اللبناني، لتتسع الدائرة لتطال قادة عربًا وغربًا أيضًا، يحاولون فهم طبيعة ذهنية الشعب اللبناني، المتمسك بقيادته رغم كل المساوئ التي أوقعوهم بها.
صحيح أنّ ثورة قد اندلعت في الـ 17 من تشرين الأول من العام الماضي، ضد الطبقة الحاكمة في لبنان، كان أبرز شعاراتها "كلن يعني كلن"، إلا أنّ قسمًا كبيرًا من اللبنانيين المحزبين منهم خاصة لا يحبون زعماءهم وحسب لا بل يقدسونهم ويعبدونهم أيضًا.
 
سياسة آلهة البشر
تخيلوا أنّ أتباعًا لزعيم في القرن الـ 21 يطلقون عليه لقب نبي أو إله، يمنعون انتقاده أو حتى التلفظ باسمه في نطاق غير عبادته أو التهليل له. فيرفعون صوره داخل منازلهم في الصالون وغرفة النوم والمطبخ، كذلك للصورة مكان على شرفة المنزل برفقة العلم الحزبي، نزولًا باتجاه مدخل المبنى ترى الشعارات الطائفية والحزبية كذلك، والعلم يرفرف على باب المدخل، تنظر يمينصا فإذ بصورة القائد المعظم ثمّ تلوح بنظرك يسارًا إذ بصورة للزعيم ذاته بـ pose مختلف وشعارات أخرى.
هذه السياسة بدأت بالرواج في لبنان منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ليس الكلام دقيقًا فتلك السياسة قديمة نوعًا ما، إلا أنّ اغتيال الحريري كان عاملًا كبيرًا في تفشيها، خلف رفيق ابنه سعد فترأس حزبه ومعها رئاسة الحكومة مرارًا وتكرارًا، فيما قام عدد من أنصاره بالاعتداء قبل أيام فقط على عدد من النشطاء الذين حاولوا التظاهر أمام مقر إقامته.
التعرض للضرب والشتم والملاحقة، سياسة يقوم بها مناصرو الأحزاب ضد منتقديهم ومعارضيهم، ومن أبرز الأسماء الممنوعة من التداول بشكل سلبي في لبنان، اسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي يملك حزبًا شيعيًا كبيرًا في لبنان، ويطلق عدد من اللبنانيين على أنصاره لقب "الشبيحة"، فيما اسم أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أحد أكثر الأسماء جدلًا وتعقيدًا فأنصاره يغالون في مدحه ليصل حدّ الكمال. كما قام رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل، برفع دعاوى قضائية بحق كل من يتطاول عليه. كذلك قام مناصرون لزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمنع المتظاهرين من الهتاف ضده في أكثر من مناسبة.
 
ولكن لماذا؟
ولهذه المشهدية أسباب عدّة، فالزعيم أو الحزب، يوفر لأنصاره فرص عمل في المؤسسات الحكومية اللبنانية كوظيفة في وزارة ما أو منحة للدخول إلى جامعة معينة، رخصة لبناء معين أو غض طرف عن بناء مخالف أو سرقة أراض حكومية. كما أنّ تيسير الأعمال المخالفة للقوانين والجرمية تكاد تكون من أهم أسس العلاقة بين الأتباع وقادة الحزاب، فمن سيخرجهم من السجون غير قادتهم. فيما حماية الطائفة تعدّ ركيزة أساسية عند أتباع الأحزاب خاصة أنّ الأحزاب بغالبيتها منقسمة وفقًا للطوائف والمذاهب، فهنالك الحزب السني والآخر الشيعي وغيره المسيحي الماروني والأرمني وهكذا دواليك.
وعلى الرغم من هذه المشهدية السوداء، إلا أنّ حياة اللبنانيين رغداء مريحة!
 
1- أزمة النفايات
يعتبر من المشاهد المبهجة في لبنان، فلا يعقل على اللبناني أن لا يبدأ صباحه بهذا المشهد العطر.
 
2- بطالة متفشية
على الرغم من المساعدات الحزبية والوسايط التي يقوم به الحزب لتشغيل أنصاره، إلا أنّ أرقام البطالة في ارتفاع جنوني.
 
3- أزمة مالية ونقدية
منذ العام الماضي، ويعاني لبنان من انهيار كبير للعملة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، وصلت حدّ العشرة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد.
 
4- تدني كبير في الخدمات
للأسف تعاني الدولة اللبنانية من مشاكل عديدة على كل الجبهات، فلا خطط تنموية لا اقتصادية ولا حتى خدماتية، فالطرقات التي تربط المناطق ببعضها البعض توصف على أنها طرقات الموت، فيما الخدمات الصحية والبيئية والمعيشية تكاد تكون الأسوء في العالم.