الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

كيف نمنع التحرّش الجنسيّ بأطفالنا؟

محمد شهابي
محمد شهابي
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
A+ A-
هي ليست ظاهرة فقط، إنّما واقع خطر يقتحم كلّ المجتمعات. مجتمعات أكانت محافظة، متدينة أو غيرها. فإنّ سلوك التحرش بل وحتى الاغتصاب أضحى شائعًا، فيما المرضى والمجرمون المرتكبون لهذا الفعل يفلتون من العقاب، وأسباب ذلك كثيرة.
 
وأمام هذا الواقع، لا بدّ لنا من أن نتخذ مبادرات ربما تكون فردية في الظاهر إلا أنها عبارة عن تكاتف مجتمعي، لتوعية أطفالنا وحمايتهم من التحرش والعنف الجنسي. وليست صور محاولة اعتداء رجل مصري على فتاة قاصر في إحدى عمارات القاهرة ببعيدة فيما غيرها من القصص تُتداول كل يوم عن اعتداءات بحقّ أطفال بعمر الزهور.
 
أولًا: إنّ العنف الجنسي ضد الأطفال هو إخضاع الطفل لأنشطة جنسية لا تتناسب مع سنّه ونموه النفسي، من أجل إشباع رغبات جنسيّة لشخص يثق به أو في موقع قوّة أو سيطرة عليه.
 
ثانيًا: يمكن أن يحدث العنف الجنسي على يد أيّ شخص حتى من أقرب المقربين مثل الوالدين وأفراد الأسرة وفي أيّ مكان مثل المنزل والمدرسة والجامعة والمواصلات.
 
ثالثًا: إنّ الفئات الأكثر عرضة للخطر هم الفتيات والأطفال ذو الإعاقة والمتحدرون من أقليات عرقية والمنتمون إلى مجموعات مهمشة مثل أطفال الشوارع.
 
هذا وتتعرض نحو 120 مليون فتاة تحت سنّ العشرين (أي نحو 1 من كلّ 10) للإجبار على ممارسة الجنس أو القيام بأفعال جنسية.
 
رابعًا: تؤكد منظمات حقوقية ودولية أنّ الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، إذ إنّ كثرًا من الأسر ومعظم الأطفال لا يبلّغون عن حالات التحرش، بسبب اعتقادهم أن في الإبلاغ عن هذه الجريمة وصمة عار، وسط غياب للوعي، وانعدام الثقة بين المواطن والسلطات، والتسامح الاجتماعي مع المتحرش.
 
خامسًا: ولكن لماذا يتحرش بالغ بأطفال؟ لا يمكن تقديم دوافع قاطعة، لكن توجد عوامل تزيد احتمالات وقوعه مثل: الفقر والبطالة والإدمان ونقص التعليم والمشاكل النفسية وتعرض الشخص للاعتداء خلال الطفولة.
 
ولا يمكن تجاهل تأثير بعض القناعات المجتمعية مثل الإيمان بأفضلية الرجل وربط العنف بالقوّة والذكورة وغياب القوانين الرادعة وآليات المحاسبة الفعّالة.
 
سادسًا: إذًا، كيف نحمي ونمنع تعرض أطفالنا للتحرش الجنسي؟
يشدد المتخصصون على أهمية توعية الطفل وتدريبه على حماية نفسه عبر خطوات أساسية:
1- تعريفه بأسماء أعضاء جسده حتى يكون قادرًا على وصفها بوضوح.
2- إفهامه بأنّ هناك مناطق شخصية لا يحقّ لأيّ شخص أن يطلب منه إظهارها أو لمسها.
3- توعيته بأنّ هناك سلوكيات من الآخرين يجب رفضها بقوّة مثل تقبيل أجزاء جسده وطلب الاختلاء به.
4- التأكيد على أنّ جسده ملكه فقط وأنّ لديه حقّ الاعتراض على لمس أحدهم له.
5- خلق بيئة آمنة تسمح للطفل بإبلاغ الكبار عن أيّ شيء يحدث له.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم