الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البطريرك الماروني: لبنان الواحد والموحد يواجه انقلابًا

محمد شهابي
محمد شهابي
صورة من الوقفة في بكركي
صورة من الوقفة في بكركي
A+ A-
لبنان الواحد والموحد والإيجابي والسيد المستقل والحر والقوي.. بهذه الصفات بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كلامه أمام آلاف اللبنانيين الذين تجمعوا، اليوم السبت، في دارة البطريركية المارونية في بكركي كسروان.
 
وقبل البدء بكلمة البطريرك، لا يمكننا التغاضي عن الهتافات ذات السقف العالي التي رافقت الوقفة، فمن "حزب الله إرهابي" التي كانت على مسمع جميع من تابع الوقفة، إلى هتافات "ارحل ميشال عون" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، "حرية سيادة استقلال"، ما يعني أنّ الحالة الشعبية في غليان شديد، فالضغوطات الاجتماعية لم تعد تحتمل، والمواطن على دراية ومعرفة تامة بمن يتحمل مسؤولية تدهور أوضاعه، والمطلوب إيجاد حل سريع للأزمة اللبنانية.
 
وإلى الوقفة، البطريرك الراعي هاجم الساسة اللبنانيين وحملهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والأمنية في لبنان، ومتهمًا أطرافًا في السلطة بتنفيذ انقلاب داخل الميادين لاستلام السلطة، ومطالبًا بأمرين اثنين: الحياد وبعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة.
 
وأوضح الراعي: أن "خروج الدولة عن سياسة الحياد هو السبب الرئيس لكل أزماتنا الوطنية وللحروب التي وقعت في لبنان، وأثبتت التجارب التاريخية القديمة والحديثة أن كل مرة انحاز البعض إلى محور إقليمي أو دولي انقسم الشعب وعلّق الدستور وتعطلت الدولة وانتكست الصيغة الوطنية".
 
وأضاف: "جوهر الكيان اللبناني المستقل هو الحياد بل الهدف من إنشاء لبنان، هو خلق كيان حيادي في هذا الشرق، ما يشكل صلة وصل بين شعوب المنطقة وحضاراتها وصلة وصل بين الشرق والغرب".
 
وأكد، أن "اختيار نظام الحياد هو للمحافظة على دولة لبنان في كيانها الحالي، والذي أساسه الانتماء إليه بالمواطنة وليس بالدين، ونقوم بهذا الشيء كي نعطي للحياد صفة دستورية ثابتة بعد ما ورد ذكره بأشكال شتى وتعابير مختلفة في وثيقة إنشاء دولة لبنان وخطب رؤساء الجمهورية وفي بيانات جميع الحكومات وصولًا إلى إعلان بعبدا".
 
وتابع: "كذلك جئتم تدعمون الطلب بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، ونحن ما طلبنا ذلك إلا لأن جميع الحلول الأخرى وصلت حائطًا مسدودًا، ولم نتمكن فيما بيننا في الاتفاق على مصير وطننا، حتى أن الساسة المعنيين لم يكونوا بالجرأة للجلوس على طاولة واحدة كي يتحاوروا في شؤون الوطن".
 
وأردف البطريرك الماروني: "الدولة تنهار والشعب يجوع، ونحن لن نقبل ذلك بأي شكل من الأشكال، خاصة بعدما تأكدنا بأن كل ما طرح رفض حتى تبقى الفوضى وتسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة، لذلك نحن نواجه حالة إنقلابية بكل معنى الكلمة، على كل ومختلف ميادين الحياة العامة، وحالة انقلابية على المجتمع اللبناني وعلى ما يمثل وطننا من خصوصية حضارية في هذا الشرق".
 
الراعي طالب اللبنانيين بالانتفاض وعدم السكوت عن حقوقهم ومطالبهم، فقال للبنانيين: "أفهم صرختكم وغضبكم وانتفاضتكم وثورتكم"، وأضاف "لا تسكتوا عن الفساد ولا تسكتوا عن سلب أموالكم، وعن خرق أجوائنا، وعن فشل الطبقة السياسية، لا تسكتوا عن الخيارات الخاطئة والانحياز لا تسكتوا على فوضى التحقيق في جريمة المرفأ ولا تسكتوا عن تسييس القضاء"، إلا أنه لم يتوقف عند هذا الحد بل رفع من سقفه مهاجمًا السلاح غير الشرعي وفي ذلك تلميح إلى سلاح حزب الله، وقال: "لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، ولا تسكتوا عن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين".
 
بدورها، كانت مواقع التواصل الاجتماعي على موعد مع مؤيد ورافض لتدخل البطريرك الماروني في السياسة، أو لمواقفه العالية السقف، وجاءت الردود على الشكل التالي:
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم