الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ما قصة أمير السويد "الأسود"؟

محمد شهابي
محمد شهابي
الأمير غوستاف بادين
الأمير غوستاف بادين
A+ A-
في القرن الثامن عشر، وتحديدًا عام 1757، أهدت ملكة السويد لويزا أولريكا، هدية عبارة عن طفل ذو بشرة سوداء، لا يتجاوز من العمر 10 سنوات.
 
الهدية جاءت وسط انتشار تجارة العبيد الأفارقة نحو القارة الأوروبية والأميركية، وانتشار ممارسة العبودية في ذاك الوقت، إلا أنّ الطفل عاش حياة ملوكية أثارت استغراب الجميع، إذ عومل على أنه فرد من أفراد العائلة الملكية كما سمح له بفعل ما يشاء عقب حصوله على حماية من الملكة ذاتها وزوجها ملك السويد أدولف فريدريك الذي حكم البلاد ما بين أعوام 1751 و 1771.
 
لقّب الطفل باسم "غوستاف بادين"، ويعتقد أنّ أصوله تعود لجزيرة سانت كروا أو السواحل الغربية للقارة الأفريقية. إلى ذلك قامت الملكة التي تبنت الطفل واعتبرته واحدًا من أبنائها بتعليم غوستاف القرآْة والكتابة والتعاليم المسيحية وسمحت له بالعيش داخل القصر واللعب مع أطفالها كما منحته حقّ التصرف بحرية تامة داخل القصر وخارجه.
 
 
ائتمنت الملكة لويزا، غوستاف كثيرًا لتطلب منه قبل وفاتها بالذهاب إلى ستوكهولم وإحراق عدد من الوثائق التي لم ترغب بأن تصبح بأيدي أحد بعيد وفاتها. وعلى الرغم من معارضة عدد من كبار الشخصيات في الدولة لوجود غوستاف بسبب لون بشرته إلا أنّه استطاع إثبات نفسه، بسبب ذكائه وثقافته، حيث ساعد اشلاعر كارل ميكائيل بيلمان في كتابة عدد من القصائد كما أتقن العزف على الآلات الموسيقية وشارك في عدد من المسرحيات، واتجه لجمع الكتب بمكتبته الخاصة، التي قيل إنها احتوت على أكثر من 900 مجلد كان أغلبها باللغة الفرنسية.
 
وبعيد وفاة الملكة والملك، واستلام الملك غوستاف الثالث للحكم، استطاع أمير السويد الأسود المحافظة على مكانته، حيث أمّن الملك لغوستاف الحماية ووفر له موارد مالية لضمان استقلاله المادي.
 
تزوج غوستاف بايدن خلال حياته مرتين، من فتيات انحدرن من عائلات مرموقة، دون أن يخلّف أبناء حيث فارق ابنه الوحيد الحياة في سنّ مبكرة. ليتوفى غوستاف عام 1822 عن عمر ناهز الـ 72 عامًا.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم