الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"ضرب الزوجة بفرشاة الأسنان".. ما قصة هذه الفتوى؟

المصدر: صيحات
محمد شهابي
محمد شهابي
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
A+ A-
لطالما كانت طبيعة العلاقات بين الزوج وزوجته مدار بحث وجدال في كثير من المجتمعات، خاصة التي تتبع الدين الإسلامي منها، فكل يأخذ فتواه وفقًا لما يهواه. البعض يتشدد في التعامل مع الزوجة فينظر إليها بدونية واحتقار، ينهاها عن فعل أمر بالضرب، يقمعها أيضًا. فهي ممنوعة عن فعل أي شيء دون العودة إلى مشورته، وآخرون اتخذوا من الرفق واللين أساسًا في التعامل مع الزوجة.
ِ
جديد فتاوى الشريعة الإسلامية، ما صدر عن دار الإفتاء المصرية، والتي أباح للزوج ضرب زوجته بفرشاة الأسنان. الهدف من تلك الفتوى، هو توضيح عدم جواز ضرب المرأة، "إلا عند الضرورة القصوى، وبهدف إصلاحها وتقويمها"، وذلك وفقًا لما أوضحه مفتي الجمهورية السابق، الشيخ علي جمعة.
 
وقد ورد في القرآن الكريم، نصٌ يجيز ضرب المرأة، جاء فيه: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾، يوضح الشيخ علي جمعة، أنّ النشوز هو مخالفة اجتماعية وأخلاقية تمتنع فيه المرأة عن أداء واجباتها، وتلك الواجبات هي حقوق الزوج.
 
وتابع الشيخ علي: "على الرجل معاملة زوجته بلين الكلام والوعظ، كما أنّ الشرع أباح له هجرها في الفراش في محاولة للضغط عليها، أما عن خيار الضرب، فلا يقصد به إيذاء الزوجة ولا إهانتها، وإنما جاء إباحته في بعض الأحوال وذلك بأن يضربها ضربة خفيفة على جهة العتاب والإنكار عليها، ويكون ذلك عبر السواك أو فرشاة الأسنان".
 
وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قد قال في حديث تلفزيوني إن "ضرب الزوج لزوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظمًا، وألا يؤذي لها عضوًا، فإذا ضرب وتجاوز مسألة الأذى فهذا حرام، ويعاقب عليه، كما لا يجوز له أن يضرب باليد، ولا أن يضرب على الوجه ولا يخدش شيئًا ولا يترك أثرًا نفسيًا على الزوجة، ومن هنا نرى أنّ المراد هو الضرب الرمزي بالسواك مثلًا أو فرشاة الأسنان في هذا الزمن".
 
وهنا نضع تساؤلات عدّة، فماذا إن كان النشاز صادرًا من جهة الرجل، هل يجوز للمرأة إصلاح زوجها ونهيه عن فعل الأمر، وماذا عن ضربه بالسواك أو فرشاة الأسنان؟ أو أنّ العقاب محصور بالرجال دون النساء؟
 
جميلة هي تلك اللفتة التي صدرت عن دار الإفتاء المصرية، وجميل هو التعمق في الفتاوي بهدف الغوص بها وتحليلها لإرشاد المجتمعات إلى الطريق السليم، خاصة أنّ أعلى معدلات العنف ضد المرأة تكاد تكون في عالمنا العربي والإسلامي.
 
لكنّ الأجدى هو إصدار تحريمات وقوانين تجرّم العنف ضد المرأة وتنزل بالمجرم عواقب وخيمة. فلا أعلم أي قرنٍ ما زلنا ننتظر كي نمنع ضرب النساء، واغتصابهنّ وحرقهنّ أو معاملتهنّ دونًا!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم