اشترِك في نشرتنا الإخبارية
تتزاحم السيارات في شوارع لبنان في ظاهرة شبه يومية. زحمة سير خانقة، وأسبابها عديدة. منها ما هو مرتبط بعملية قطع الطرقات، التي زاد أمرها منذ نحو عامين، إلا أنّ تلك الظاهرة أثبتت عدم نجاعتها، خاصة في هذه الأيّام، وبعد انتهاء وانطفاء شعلة 17 تشرين. طُرُقٌ يتمّ قطعها أمام المواطنين المتوجّهين إلى أعمالهم وأرزاقهم، فيتمّ تعطيلهم بل إثارة الغضب والإحباط في نفوسهم؛ ومَن يظنّ أنّ قطع الطريق سيدفع بالناس إلى النزول إلى الشارع والتظاهر، فهو واهم.
ولكن لزحمة السير في لبنان أسباب عديدة، أغلبها تلك الأسباب التي تُعتبر إذلالًا للبنانيين، والمتسبّب بها هو الدولة الغائبة عن القيام بدورها.
1- قطع الطُرُق
تُعدّ ظاهرة قطع الطرق واحدة من أهمّ أسباب ازدحام السير في لبنان وأكثرها شيوعاً؛ فما إن تجهّز اللبنانيّون - على سبيل المثال - اليوم الإثنين للانطلاق إلى أعمالهم، إذ بعدد آخر من اللبنانيين - ربّما أكثرهم من العاطلين من العمل - يعمدون إلى قطع الطرق احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، مسبّبين زحمة سير خانقة، خاصة عند نقطة الزوق، ليعلق الناس قرابة الساعتين قبل أن يُعاد فتح الطريق.
2- محطات الوقود
ومع استعار حدّة أزمة الوقود في لبنان، تصطفّ السيّارات يوميّاً بشكل لا يُصدق أمام محطّات الوقود، مسبّبة زحمة سير خانقة في كلّ المناطق اللبنانية. سيّارات تصطفّ منذ ساعات الفجر الأولى، ولساعات تصل إلى حدود الـ 8 ساعات، "وإنت وحظّك، يا بتفوّل السيّارة أو تعود خائباً أدراجك".
3- شركات الغاز
هي ليست فقط أزمة وقود في لبنان، إنّما أزمة غاز أيضاً. وأمام شركات الغاز، يصطفّ اللبنانيون كذلك مسبّبين زحمة سير خانقة، بسبب غياب السلطات والأجهزة الأمنية؛ كلٌّ يريد أن يجد له جرّة غاز أو أن يملأ التي معه.
4- حوادث السير
للأسف، تسبّب حوادث السير زحمة هي الأخرى؛ الأمر ليس بجديد؛ الكلّ يُريد أن يشاهد! والأمر يُسبّب زحمة سير خاصة، إن كان الحادث كبيراً أو على أوتستراد، حيث تحدث زحمة تصل قرابة السّاعتين من دون أن تتحرّك السيّارات.
5- الفيضانات شتاء
مع غياب البنية التحتيّة، وغياب الوعي عند المواطنين من خطورة رمي الأوساخ في الطرقات، تمتلئ شوارع لبنان كلّ عام بمياه الأمطار، مسبّبة زحمة خانقة بل حالة مرعبة أيضاً؛ فالسيارات في كثير من الأوقات تغمرها المياه، ما يتسبّب بتعطّلها وتوقّفها عن الحركة.
