تعرف إلى نظرية أثر الفراشة

هل تُصدق أن رفرفة جناح فراشة في البرازيل قد يؤدي إلى إعصار في ولاية تكساس الأميركية؟ ليس هذا فحسب، بل وبراكين وزلازل وحروب، وتأثيرات كبيرة تقلب العالم رأساً على عقب. هذا ما تدّعيه النظرية العلمية المعروفة بأثر الفراشة. 

أي حدث صغير مُعرض لأن يتبعه سلسلة من الأحداث التي ستكبر تدريجياً إلى أن ينتهي الأمر لحدثٍ عظيمٍ. هنالك الكثير من الأدلة التاريخيّة تُظهر تجلياً واضحاً لهذه النظرية. وانعطافة خاطئة لسيارة ولي عهد النمسا كانت هي السبب المُباشر للحرب العالميّة الأولى.

إذ أنّ ولي عهد النمسا كان قد نجا من محاولة اغتيال أُصيب بها بعض حرسه. وأثناء توجهه لزيارتهم في المستشفى ضل سائقه الطريق إلى حيث كان يتواجد أحد أعضاء العصابة التي كانت تنوي اغتياله والذي لم يتوقّع أبداً حضوره، فأطلق عليه عدة رصاصات وقتله.

 أدى ذلك إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، ومقتل 5 ملايين إنسان وانهيار عدة إمبراطوريات وهزيمة ألمانيا. وإثر هزيمة ألمانيا اعتلى أدولف هتلر الحكم في البلاد وقامت الحرب العالمية الثانية التي قتل بسببها خمسون مليون إنسان.

انقسم العالم إلى قُطبين شرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي وغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ودارت بينهما الحرب الباردة.

 ألمانيا أصبحت بلدين وأقيم بينهما جدار برلين الشهير وكوريا انقسمت إلى شمالية وجنوبية ودارت بينهما حرب طاحنة.

 كما وأدى تصارع السوفييت والأميركان إلى حرب فيتنام، وأفغانستان. كُل تلك الكوارث كانت شرارتها انعطافة خاطئة من سيارة! بالتأكيد ليس دائماً ما يكون أثر الفراشة سلبيّاً. فقد أدى جلوس إسحاق نيوتن تحت شجرة تفاح ووقوع تفاحة على رأسه إلى اكتشاف قانون الجاذبية.

 وبالصدفة، قاد بحث السعودية عن الماء لاكتشاف البترول الذي أدر عليهم ثروةً عظيمة جعلت من البلاد إحدى أغنى دول العالم. هل تعرّضت لموقفٍ يُمكن تفسيره على أنه أثرٌ للفراشة في حياتك؟