لبنان: نعم للانهيار ولا وألف لا لتشكيل الحكومة!

أزمات لبنان مستمرة، فهو لم ينتهي أصلًا من الأزمات المتراكمة منذ عقود مضت، لتخرج عليه اليوم أزمة قديمة متجددة مع خطابات متباينة ومتضاربة، ربما تشعل الشارع من جديد وتزيد من عمق الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي، فهنيئًا بالرؤساء والزعماء نشاطهم.
 
هذا وغادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، وهو الذي كان قد التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، لبحث التشكيلة الحكومية. لقاء استمر أقلّ من ساعة، ليخرج الرئيس المكلف بخطاب عالي المستوى والمضمون، مفاجئًا الجميع.
 
اجتماع الحريري بعون، انتظره اللبنانيون آملين أن يخرج الاجتماع بحلول تخفف من عبء الأزمة الاقتصادية وتبطئ من الانهيار الحاصل. إلا أنّ لا أزمة خففت أعباؤها ولا حلول طرحت لوقف الانهيار في لبنان. 
 
ولكن ماذا جرى في الاجتماع؟ أجاب عن ذلك الرئيس المكلف سعد الحريري، فهو خاطب اللبنانيين، وبنبرة مرتفعة من قصر بعبدا، وقال: "كان الاتفاق مع الرئيس عون أن نلتقي اليوم، إلا أنه للأسف أرسل لي أمس تشكيلة تتضمن ثلثًا معطلًا لفريقه السياسي بـ 18 وزيراً أو 20 أو 22 وطلب مني أن أعبئها، وطلب مني فخامته أن أقترح أسماء للحقائب حسب التوزيع الطائفي والحزبي التي حضّرها هو".
 
وتابع الحريري، "بكلّ شفافية، قلت للرئيس عون هذه التشكيلة غير مقبولة لأنّ الرئيس المكلف، مش شغلتو يعبي وراق من حدا، ولا دور رئيس الجمهورية أن يشكل الحكومة، وثانيًا لأنّ دستورنا يقول بوضوح إن الرئيس المكلف هو من يشكل الحكومة ويضع الأسماء، ويتناقش بالتشكيلة مع فخامة الرئيس".
 
وأضاف الحريري: "على هذا الأساس، أبلغت الرئيس عون بكلّ احترام، أنني أعتبر رسالته كأنها لم تكن وقمت بردها اليوم وأبلغته بأنني سأحتفظ بنسخة منها للتاريخ، وقلت له إن تشكيلتي بين يديك منذ 100 يوم وجاهز لأيّ اقتراحات وتعديلات بالأسماء".
 
بدوره ردّ رئيس الجمهورية على خطاب الحريري، نافيًا من أن يكون قد ورد على لسانه لفظ "الثلث المعطل"، كما أسف الرئيس عون في بيان له من أن يتم كشف تشكيلة حكومية لم يوافق عليها هو.
 
وأوضح بيان الرئاسة، "الأزمة حكومية، فلا يجوز تحويلها إلى أزمة حكم ونظام إلا إذا كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة".
 
هذا، وكان سعر صرف الليرة اللبنانية قد شهد ارتفاعًا بعد انتهاء كلمة الحريري وبلغ 13000 ليرة مقابل الدولار الواحد، بعد أن كان قد سجل صباح اليوم الاثنين، 11200 ليرة. فيما التخوف من أن يتفلت سعر صرف العملة اللبنانية، كما جرى قبل نحو أسبوع عندما تخطى سعر الصرف الـ 15 ألف ليرة.
 
فيما المتأثر الأكبر من هذه الجريمة الموصوفة لعدم تشكيل الحكومة، هو المواطن اللبناني العاطل عن العمل، والذي يعيش بأقل من دولارين في اليوم، ذاك المواطن الذي يعيش في العشوائيات أو في منزل مستأجر في أحد مناطق لبنان النائية، من يطعمهم من يسهر على راحتهم من يؤمّن حاجاتهم من مأكل ومشرب وكهرباء ومياه ودواء؟ لا أحد ولا شيء سوى أنّ قطعان الأحزاب ستستمر في نهبها وقتلها لما تبقى من لبنان ولبنانيين على هذه الأرض.
 
وكان عدد من الشبان المنتمين لتيار المستقبل، قد عمدوا إلى قطع عدد من الطرق في بيروت في محلة كورنيش المزرعة، المدينة الرياضية، قصقص، كما قطعت الطريق بشكل جزئي أمام مصرف لبنان في الحمرا.
 
هذا وجاءت ردود فعل اللبنانيين على التراشق السياسي على الشكل التالي: