الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هل أصبحت "الصيفية" حكراً على أغنياء لبنان؟

ربيع الحسامي
ربيع الحسامي
صيفية لبنان
صيفية لبنان
A+ A-
مع اقتراب فصل الصيف، والذي يأتي هذا العام برفقة أوضاع معيشية وصحية صعبة يرزح تحتها المجتمع اللبناني، يبدو أن ما اعتاد عليه اللبنانيون في "الصيفية" من رفاهية وما شابه لن يبقى على حاله. ففي سنوات مضت، وفي أسوأ الأحوال، كانت الصيفية منتفساً للبنانيين كافة، حافلة بالمشاوير الأسبوعية أو حتى الشهرية وبكزدورة إلى النهر وربما رحلة شهرية مع العائلة إلى المسبح او الشاطئ.
 
أما اليوم، وفي ظل ما نعيشه من حالة مأساوية وظروف معيشية، وبعد أن وصل "الموس إلى رقبة الجميع"، يبدو أن فصل الصيف بات حكراً على أغنياء لبنان، بدءًا من أسعار اللحوم التي أصبحت "لمن استطاع إليها سبيلاً"، كما سنترحم على "أيام البطيخة" التي كنا نربطها على ضفة النهر، وسنترحم أيضاً على رائحة "الليّة" وهي تتأرجح في سماء "ملتقى النهرين" على سبيل المثال، وأي عائلة ستستطيع بعد اليوم أن تحضر مائدة كالسابق وتنظم فسحة لعائلتها فاق عدد أفرادها الأربعة؟ هذا العدد من الأفراد بات بحاجة إلى راتب شهرين  وهو المبلغ الكافي لإقامة حفلة مشاوي كاملة.
 
من جهة أخرى، في الصيف الماضي كان أصحاب الدخل المحدود، يلجأون إلى ما بات يعرف بالـ Private pool، إذ كانت كلفة إيجاره حوالي  300 إلى 400 ألف ليرة لبنانية لمدة 12 ساعة، أما اليوم، فباتت كلفة إيجار غرفة صغيرة مطلة على البحر أكثر من مليون ليرة لبنانية لمدة 6 ساعات.
 
فإذا ما سألنا أنفسنا، ماذا سيقول الأب لإبنه عندما يطلب منه الذهاب إلى البحر مع أصدقائه؟ حيث تخطت "دخولية" المسابح هذا العام ال60 ألف ليرة لبنانية، عدا عن الأسعار النارية داخل هذه المسابح إذ أن  قنينة المياه باتت وكأنها مرصعة بألماس شفاف، بعدما تجاوز سعرها 8000 ليرة لبنانية. وعلى الأغلب، سنشاهد كثيراً هذا العام مشاهد الزحمة  في المسابح الشعبية تحت عنوان "خلّي الفقير يسبح".
 
بنسبة كبيرة، "الصيفية" أصبحت حكراً على أغنياء لبنان و المغتربين الذين سيستفيدون بشكل كبير من فرق سعر صرف الدولار الأميركي، على أمل أن تعود البحبوحة إلى "غلابة" لبنان.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم