هل ترغم صواريخ غزة إسرائيل على وقف إطلاق النار؟

على ما يبدو فإنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه بيني غانتس، في موقف محرج للغاية على الصعيدين العسكري والأمني. الإسرائيليون لم يعايشوا مثل هكذا ظروف من قبل. قصف يطاول مناطق ومستوطنات غلاف غزة بكثافة ما دفع غالبية سكانها إلى الفرار منها، فيما القصف يطال وبشكل شبه يومي تل أبيب ومدن ومناطق النقب والطيبة وغيرها الكثير.
 
هذا التوتر يساهم بشكل مباشر في ازدياد اليأس والإحباط لدى الشعب الإسرائيلي، الذي لم يعتاد على هذا الكمّ من الصواريخ من ذي قبل، ويطالب قيادته اليوم بالردّ بشكل حاسم وإنهاء مسألة إطلاق الصواريخ من قبل غزة. ما يعني حتى لو أنّ وضع نتنياهو متأزم عسكريًا خاصة بعد فشل القبة الحديدية وفشله بوقف إطلاق الصواريخ أو التقليل من قدرات المقاومة، إلا أنّ شعبيته في ازدياد خاصة عند اليمين المتطرف الذين يريدون إنهاء قطاع غزة حتى لو عبر إبادته.
 
وحول المسألة العسكرية، تقوم عدّة دول ومن بينها الولايات المتحدة وقطر ومصر باتصالات مكثفة لحثّ كِلا الفريقين على وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة القصيرة أو الطويلة الأمد.
 
صحف أميركية وإسرائيلية، توقعت أن تدخل عملية وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، غدًا الجمعة وسط ضغوط لحثّ إسرائيل على وقف غاراتها على غزة وأن تتوقف غزة عن إطلاق الصواريخ.
 
ولكن ووفق المعلومات الإعلامية، فإنّ محادثات وقف إطلاق النار هشّة للغاية، وإنّ أيّ اشتباكات غير متوقعة قد تطيح بكلّ الجهود، خاصة أنّ المقاومة الفلسطينية تردّ وبشكل قاس على أيّ تمادٍ من قبل الاحتلال الإسرائيلي. حيث عمدت المقاومة بالردّ على قصف الاحتلال للأبراج السكنية بقصف تل أبيب بعشرات الصواريخ.
 
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإنه "هناك آلية قائمة لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل والمسألة الوحيدة المعلقة هي التوقيت". وتابع: "التخوف الوحيد لدينا هو من تثير حركة "الجهاد" الموقف، حتى بعد اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار من حيث المبدأ".