اشترِك في نشرتنا الإخبارية
قوات عسكرية على الحدود...هل تشتعل حرب روسية أوكرانية؟
20-04-2021 | 13:30
في انتشار غير مسبوق، قامت روسيا بنشر أكثر من 150 ألف جندي لها على طول الحدود الأوكرانية، مبررة ذلك إجراءها تدريبات عسكرية روتينية، فيما طالبت السلطات الأوكرانية من المجتمع الدولي دعمها أمام خطر غزو روسي محتمل لأراضيها. وسط إشكالات أمنية داخلية أوكرانية بين الجيش الروسي ومجموعات انفصالية مؤيدة لروسيا.
ومع قرع طبول الحرب، برزت إلى الواجهة أزمة جديدة بين الطرفين، روسيا عمدت إلى اعتقال القنصل الأوكراني في مدينة سان بطرسبرغ، بتهمة التواصل مع مواطن روسي بغية الحصول عل معلومات سرية ذات صلة بقاعدة بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية، لكنها أفرجت عنه بعد ساعات من التحقيق معه، وطالبته بمغادرة أراضيها.
أوكرانيا ردت على هذا الأمر فقامت بطرد دبلوماسي روسي، في إطار المعاملة بالمثل، كما نفت التهم الموجهة إلى القنصل الأوكراني، وأدان بيان وزارة الخارجية الأوكرانية اعتقال القنصل، واتهمها بانتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961.
وأمام هذا الصراع، يطرح السؤال، هل تشتعل الحرب بين الدب الروسي وجاره الأوكراني؟
في الغالب إنّ التحركات التي تقوم بها روسيا، ما هي إلا استعراض عضلات، خاصة بعدما كثر الحديث عن نية "حلف الناتو" تسريع عملية ضمّ أوكرانيا إليه، وهو أمر ترفضه روسيا، كما ترفض روسيا توطيد العلاقات التركية الأوكرانية والعسكرية منها على وجه التحديد، خاصة بعدما دعمت تركيا أذربيجان في حربها في إقليم ناغورنو كاراباخ، وهو ما اعتبرته روسيا تدخلًا في أماكن نفوذها الإقليمية.
كما أنّ العلاقات الأميركية الروسية، تشهد تدهورًا كبيرًا، بعد وصول الرئيس جو بايدن إلى الحكم، وقد أثر على هذه العلاقات السياسة التي تعتمدها موسكو في قضية أوكرانيا، وهو أمر دفع ببايدن إلى فرض عقوبات على روسيا الأسبوع الماضي.
كذلك، إنّ نشر روسيا كلّ هذه القوات على الحدود مع أوكرانيا، هو تهديد صريح لأوكرانيا التي تحاول جاهدة وبشتى الطرق إعادة نفوذها على جزيرة القرم التي احتلتها روسيا عام 2017، لتقوم قبل 5 سنوات بقطع إمدادات المياه عن شبه الجزيرة، ما كلّف موسكو حوالي 23 مليار دولار منذ احتلالها للجزيرة.
ووسط المشهد هذا كله، لا شيء مستبعد، إلا أنّ الأرجح أنّ لا حرب قريبة، وهذا ما نأمله أن تتوقف أعمال الحرب والقتل، وان يعمّ السلام كوكبنا.
