لماذا نحبّ جدة ونكره أخرى؟

علاقاتنا وروابطنا العائلية غريبة للغاية، فنحن قريبون من أشخاص وبعيدون عن آخرين. أسباب هذا الأمر هي عاطفية بامتياز. والعاطفة هناك من يسميها بالكيمياء  هي من تحدّد العلاقات بين الأشخاص، فإمّا أن يولد الحب أو أن يقع الجفاء بينهم.
 
هذا الأمر يحصل كذلك على نطاق الجدتين، فلكلّ منّا جدّة الأب وجدّة الأم، أمّا عن طبيعة العلاقة معهما فهي كذلك معقدة، وقد يتعلق ويحبّ الأطفال جدّة ويكرهون أخرى. وفي عامة الأمر، فإنّ الأطفال يتعلقون بجدتهم من طرف الوالدة، التي يجدون فيها الحبّ والحنان والعاطفة، فيما تكون علاقتهم بجدّة الأب غير متزنة، وقد يصل الأمر بهم إلى كراهية ونشوب خلافات معها نتيجة للبغض والجفاء في ما بينهم.
 
أسباب ذلك الأمر، مرتبطة بتعامل الجدّة مع أحفادها، فهي بطريقة تعاملها تكوّن فكرة داخل أذهانهم، حول طبيعة العلاقة تلك، وهي من ترسم الخطوط وتحدد مساراتها، الحجّة في ذلك تعود بأنّ الجدّة هي المرأة الواعية، والكبيرة في السنّ، التي من المفترض أن تكون على دراية بتصرفاتها.
 
على عكس الصغار، غير الواعين للتصرفات، إلّا أنّهم يتأثرون ويحددون علاقاتهم مع محيطهم وفق التعامل معهم. فعلى سبيل المثال، إن كشّرت الجدّة في وجههم، فإنّهم سيربطون هذا التصرف بغياب الحبّ تجاههم، ما يعني عدم رغبتهم في التعامل مع الشخص العابس الكشِر معهم، مرة أخرى، أو تجنبه على أقلّ تقدير. أي الابتعاد عنه، ما يبني جفاء في العلاقة.
 
كذلك تعدّ علاقة الجدّة مع الأم أحد الأسباب المهمة، إذ في الغالب فإنّ الحماة والكنّة تربطهما علاقة غير مستقرّة، سببها غيرة أحيانًا أو رفض لتقبّل الآخر، أحيانًا أخرى. هذا الأمر ينعكس على الأطفال، نتيجة لتعامل سيئ معهم من قبل الجدّة، فالجدّة لا تحب الأم وكذلك لا تحب أطفالها، ما يعني جهلًا في التعامل وعدم إدراك لمدى خطورة هذا الأمر على الأطفال.