المتواضع جبران باسيل.. يكشف المستور بين حليفه والأميركيين!

بكلّ تواضع، أطلّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، عبر قناة الحدث أمس الاثنين مع الإعلامي اللبناني بسام أبو زيد، متحدثًا للبنانيين عن همومه وأوجاعه ومساعيه لحلّ الأزمات اللبنانية، وهي المقابلة الأولى له بعدما فرضت الإدارة الأميركية عقوبات عليه.
 
هو الوزير السابق لأكثر من وزارة في أكثر من حكومة لبنانية، فقد استلم الاتصالات والطاقة والخارجية، بالنسبة له فقد نجح وأبدع مع فريقه السياسي في الملفات التي أوكلت إليه، مع أنّ أرض الواقع لا تعكس تلك الرؤية، خاصة أنّ وعوده بكهرباء 24/24 لم تتحقق بل إنها وصلت حد الانقطاع الكامل والشامل على كافة الأراضي اللبنانية.
 
وبالعودة إلى المقابلة، فقد حاول الوزير باسيل أن يبرز نفسه الشخص الطيّب الأمين على البلد ومصلحته، فقال "أُعطيتُ وكالة من الناس، وعندما يسحبوها مني فسأذهب إلى المنزل"، وتابع: "أحاول تحصيل حقوق الناس، وأنا لا أشبه أحدًا فأنا هلقد" (واضعًا أصابعه بشكل متقارب من بعضها البعض ليظهر تواضعه).
 
وللتأكيد على مبدأ لبنان أولًا، خاطب باسيل الشعب اللبناني قائلًا: "مستعدون أن لا نكون، وأن نكسر الكثير من حالنا من أجل مصلحة البلد".
 
ولكن الوزير باسيل انتقل من الخطاب الهادئ والسلس إلى حدّ ابتزاز الأميركيين، فخاطبهم قائلًا: "عملية إلغاء الذات من دون نتيجة لن تمر، أعطوني أي شيء للناس من تحسين للاقتصاد أو غيره، وعندها سأذهب لحزب الله وأتحدث معه بالمباشر، وسأخبر اللبنانيين أنّ ثمن قطع العلاقة مع الحزب كانت نتيجته أني جلبت للبنان هذا وذاك".
 
شوكة باسيل وعلى الرغم من أنّه ظهر في المقابلة مكسورًا بعض الشيء ومنفعلًا أيضًا، مع تغيير كبير في المواقف، إلا أنّه حاول إظهار نفسه بالزعيم القوي، فهاجم السفيرة الأميركية واصفًا هجومها عليه إعلاميًا بالمحاولة الفاشلة، وأنّ اتهامه بتغطية سلاح حزب الله مقابل تغطية الحزب لفساده، محض مزاعم، وأضاف: "أنا لست ندًا للأميركيين بالمواجهة، خاصة أنهم يمسكون بالنظام المالي والمصرفي العالمي".
 
عندها قام الإعلامي بسام أبو زيد، بطرح سؤال عليه "وإن وجدت إثباتات تثبت تورطك بملفات فساد"، فردّ باسيل: "إن ظهرت أيّ أدلة تثبت فسادي أو فساد أي مسؤول في التيار الوطني الحر، فستكون مزورة ولعبة مخابراتية!"
 
 
وكعادة الوزير باسيل حاول اللعب على أكثر من محور وذلك فيه مصلحته أولًا ومصلحة حزبه ثانيًا، ومع أنّه هاجم السفيرة الأميركية وأكد على دور حزب الله الوطني في لبنان، إلا أنّه ذهب للحديث عن ورقة التفاهم بين التيار الوطني وحزب الله، ولكن بشكل سلبي، مؤكدًا على ضرورة "مراجعتها كي تنتج أملًا وإنجازًا وتقدمًا، وإلا فالوثيقة قد سقطت ولم يعد لها قيمة".
 
وأضاف باسيل، هو بشحمه ولحمه خلال المقابلة، أنّ "الخلافات مع حزب الله، قد تصل حدّ الفراق وأن التيار يتصرف وفقًا للمصلحة الوطنية وليس وفقًا للإملاءات الخارجية".
 
وعند سؤاله عن انتماء التيار الوطني الحر إلى محور حزب الله، استشاط الوزير غضبًا، نافيًا هذا الكلام، ومؤكدًا "يجب أن نكون في لبنان على علاقة مع جميع الدول".
 
لم يرض باسيل أن ينهي موضوع قطع العلاقة مع حزب الله عند هذا الحدّ، بل إنّه ذهب بعيدًا متهمًا قوى سياسية بمحاولة اغتياله سياسيًا بل وتصفيته جسديًا.
 
وطبعًا لا يمكن أن تنتهي الحلقة دون الحديث عن موضوع السلام مع إسرائيل، الموضوع الذي يشكل حجر عثرة بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر، فقال باسيل: "حزب الله والتيار فريقان لبنانيان، لدينا أشياء مشتركة على مساحة الوطن، وإن كانت عقيدة حزب الله تنصّ على إزالة اسرائيل فالتيار يعتبر اسرائيل دولة عدو، ولكن لبنان كان قد وافق على المبادرة العربية للسلام التي تنصّ على التوصل لاتفاق سلام مع اسرائيل، لذلك عندما تتوقف اسرائيل عن سياسة القوة والاعتداء فإننا ضمن السياق العربي ككل وسنقوم بالسلام معها".
 
وقبل الختام، أصدر التيار الوطني الحر بيانًا اتهم فيه قناة "الحدث" بتحريف وتحوير كلامه ضمن الشريط الإخباري لديها، طالبًا من متابعيه الذين يريدون الحقيقة، متابعة الحلقة إما عبر حسابات الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مشهدتها على الموقع الإلكتروني للمحطة.
 
أما مواقع التواصل الاجتماعي، فعلّقت على مقابلة الوزير باسيل على الشكل التالي: