اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الطاقة الشمسية ليست بفكرة جديدة، فهي كانت تستخدم منذ آلاف السنين في المناطق الحارة، إذ استخدمت الطاقة الحرارية في تسخين المياه وتجفيف المحاصيل، أما في عصرنا هذا فيتم استخدامها في إنتاج الطاقة الكهربائية التي تقوم بدورها في تدفئة المنازل، تكييف الهواء، تسخين المياه، وبالرغم من استعمالها في دول عدة، إلا أنّ لبنان ما زال متأخرًا على هذا الصعيد، حتى مع وجود ثروة شمسية كافية، ومكان جغرافي مناسب.
كيف تعمل الطاقة الشمسية
تبث شمسنا طاقة إلى كوكبنا بمقدار 200,000 ضعف الطاقة الكهربائية، ويتم انتاج هذه الطاقة عبر تقنية الفولتوضوئية ،التي بدورها تمتص الحرارة وتحولها إلى طاقة كهربائية، وبعد تجميع الطاقة يتم استخدامها كمصدر للتيار الكهربائي أو الحراري وتستخدم للأغراض الصناعية والمنزلية، كما يمكن تخزين هذه الطاقة لاستعمالات أخرى لاحقًا، حيث يمكن تخزين هذه الطاقة دون نفاذها.
- توليد الطاقة الحرارية: تتم هذه العملية عبر وضع مجموعة من الألواح الشمسية والتي تحتوي على طبقة معدنية
سوداء، حيث يتم تسخينها عند تعرضها المباشر للشمس، وبعدها يتم نقلها أو تخزينها، وتستخدم في الليل وفي فترات غياب الشمس.
- توليد الكهرباء: يتم انتاجها بواسطة الخلاية الشمسية أي (الخلايا الكهروضوئية) وتكون موصولة بمادة السليكون، والتي تعمل على تحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كهربائية، يمكن للخلية الشمسية المنفردة أن تولد 2 واط من الكهرباء، ويمكن توليد مئات أو آلاف من الكيلواط بجمع أكثر من خلية شمسية على شكل مجموعات تسمى (مصفوفات)، ويمكن أن تزود المصانع والتجمعات السكنية بالكهرباء.
لبنان والكهرباء
مشكلة انقطاع الكهرباء في لبنان باتت مزعجة للغاية لدى السكان، خصوصًا في الأزمة الاقتصادية الراهنة التي يمر بها البلد وما زال اللبنانيون يدفعون اشتراكات شهرية للحصول على الكهرباء والبعض الآخر لا يملكون ثمن هذه الأشتراكات مما يتسبب بانقطاع وتأخير مصالحهم.
حتى مع تطورالتكنولوجيا ووجود الطاقة الشمسية ما زالت الحكومات تتجاهل هذا الحل، التي يمكن أن تساهم في تقليل مشاكل الكهرباء التي بدأت منذ ثلاث عقود، وت تتفاقم لتصل الى 12 ساعة تقنين في اليوم بحجة عدم توفر البانزين والمازوت والأخيرة تبخره، ويعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة، كما كلف خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية.
وفي ظل هذه الأزمات لماذا لبنان ما زال متأخراً عن انتاج الطاقة الشمسية، التي تعتبر من أهم الحلول الاقتصادية التي يمكن أن توفر على الشعب والحكومات الملايين من الدولارات التي تهدر وتتبخر في جيوب المسؤولين؟
تكلفة الواط من الكهرباء في الطاقة الشمسية تقدر بنحو 1.6 دولار ويختلف السعر مع التطور المستمر الذي يحدث في هذا المجال، في حين أن تكلفة الطاقة الشمسية للشقة العادية فهي 200 كيلوواط، والتي تكلف حوالي 2400 دولارأو حسب السوق اليومي لها، تجدر الإشارة إلى أن هذه التكلفة ليست بسيطة ولكنها تستمر لمدة 20 عاما، أي انك لن تدفع فاتورة الكهرباء لمدة 20 عاماً.
ما زال القطاع الخاص لشركات اطاقة محددودة، ولو قرر ربع السكان من اللبناننين استعمال السخان الشمسي فان الشركات لا تستطيع تأمينها جميعًا.
إن التوصل إلى الطاقات المتجددة يتطلب وضع استراتيجية تسمح للمواطن بأن يحصل على هذه التقنية بسعر معقول غالباً، ما يتطلب أن يكون مدعوماً من الحكومة أو خاضعاً لتسهيلات من المؤسسات الخاصة.
الطاقة الشمسية والبيئة
ارتفعت نسبة تلوث الهواء في لبنان وتجاوزت المستويات المسموح بها وفق منظمة الصحة العالمية، وتعتبر محطات الطاقة، والصناعات المختلفة سبباً لهذا التلوث، وبحسب دراسة أجراها البنك الدولي في عام 2013، فإن تلوث الهواء في لبنان قد تسبب في وفاة أكثر من 1800 شخص، وكبّد المجتمع اللبناني خسارة بلغت حوالى 2.6 مليار دولار، لهذا السبب ينصح بإنتاج الطاقة الشمسية التي تعمل كبديل للوقود وتقلل انبعاثات الكربون في الداخل والخارج، مما يقلل من غازات الاحتباس الحراري. في كل الأحوال يجب أن ينطلق الدعم من بعض الوزارات، كوزارة الطاقة والمياه ووزارة البيئة، لتجنب خطر التلوث وترشيد الاستهلاك وتالياً تخفيف المصاريف الناتجة من كل ذلك.
يمكن أن ننقذ ما تبقى من لبنان وننعم بحياة شبه صحية وبتكاليف أقل، ولكن ما ينقص الشعب هو الدعم والوعي الكافي لطلب ما يفيد البلد، فهناك أرقام ومناقصات وتكاليف عديدة تهدر دون جدوى أو إفادة، ومع استخدام الطاقة الشمسية لا خوف عليها من التبخر.
