عايدة صبرا لـ"صيحات": لهذا السبب تركت لبنان وهذا واقع الدراما

هناك وجوه لا تُنتسى، حتى وإن غابت قليلاً عن الشاشة. الأثر الجميل الذي تركته فينا ما يزال راسخاً في عقولنا، وعدم مشاركتها اليوم يفقد الكثير من الأعمال هيبتها وقوّتها، لأننا نعلم أنّ هناك أدواراً لا يستطيع أحد تجسديها إلّا من يتقن فنّ التثميل "المبكّل".

يصقل المسرح المواهب ويصنع النجوم... تماماً مثل الممثلة القديرة عايدة صبراً! من ينسى دورها في شخصية الست نجاح، الذي حاكت مشاكل المجتمع بطريقة فريدة من نوعها، وشخصية  "فدوى"، في مسلسل من "أحلى بيوت راس بيروت"، وآخر أعمالها التلفزيونيّة "أنت مين"، بشخصية نجوى التي هزّت قلوب اللبنانيين واختصرت أوجاعهم بمقطع يتمّ تداوله حتّى اليوم، بالإضافة إلى أعمالها في بيتها الأساسيّ المسرح، التي لا تعدّ ولا تُحصى.

غادرت عايدة منذ فترة إلى كندا لتترك لبنان. لكن، أهذا هو قرارها النهائيّ؟ ولأن أمرها يهمّنا، تواصلنا معها وأكّدت أنّها  مستقرّة في كندا، والعودة الى لبنان ستكون فقط  للاطمئنان على الأهل، نظراً للأوضاع التي يمرّ بها البلد، ومن جهة أخرى، لأنّه لا توجد أعمال فنّية تشارك فيها، خصوصاً أنّ المسرح بات صعباً بسبب الأسعار، ممّا تسبّب في توقّف الإنتاج، كما أنّ إنشاء ورش عمل بات صعباً بسبب ضيق الأحوال التي يمّر بها اللبنانيون.
وقالت لصيحات: "يؤسفني ذلك، لأنّ خبرتي وشخصيّتي تمّ بناؤهما في لبنان، ولكن للأسف مجال الوسط الفنّي تحكمه المافيا. في الماضي كان يتمّ فرضي في الأدوار بسبب إيمانهم بي وبتمثيلي، إنّما اليوم المحسوبيات تلعب دوراً كبيراً".
 
رأيها في المسلسلات اللبنانيّة 
 
أمّا عن رأيها في  المسلسلات اللبنانية قالت أنّ: "وقتها لا يساعد في مشاهدتها، لكنّها مطّلعة على ما يتمّ كتابته، وتشاهد بعض اللقطات إذا سمح لها الوقت، وأكّدت أنّه لا شكّ أنّ هناك تحسّناً في التمثيل، وهناك إبداع من قبل من يلعبون أدواراً ثانوية مثل عبدو شاهين، جو دكّاش، سعيد سرحان، بل وأثبتوا حضورهم بجدارة، لكنّنا ما زلنا بعيدين فيما يخصّ المواضيع المطروحة، فيجب أن يتوقّفوا عن "الاقتباسات"، و العمل على مواضيع تحاكي واقعنا بدلاً من اقتباس أفكار من المسلسلات التركيّة، حتى أنّ طريقة الإخراج هي ذاتها! فهم يعتمدون على أسلوب "خزّق ولزّق".
 

وحول معاناة العديد من الوسط الفنّي، وإذا ما كان هناك تواصل من قبل المخرجين أو الممثلين، كان ردّها "ما حدا". كما أنّها لاقت فرقاً كبيراً في الأشخاص خلال مشاركتها في مسرحيّات في مونتريال على مستوى عالٍ، وأشارت إلى غياب المحسوبيات فيها، والتواضع والتزامهم بالقوانين. كما ذكرت أنّ في أحد البنود الموجودة في عقد الممثل في الخارج، يتيح له رفع قضيّة في حال حصل هناك أيّ نوع من التحرّش، أو إذا توجّه أحدهم بألفاظ غير سامية، وأضافت لا أعلم "ليش شايفين حالهم يلّي عنا"، وذكرت أنّ عملاً ضخماً على الطريق لكن تحفّظت عن ذكر تفاصيله.

أسئلة صيحات العفويّة

وفيما لو كانت تعيش اليوم في لبنان كيف كانت ستعاقب صاحب المولّد الخاصّ الموجود في الحيّ، ردّت ضاحكة: "سؤال قويّ" وتابعت: "بسرقه، بفجّره". وفي حال كان في حوزتها  ليتر من المازوت، فضّلت أن تحرق به سياسيّاً، بالطبع بدلاً من إنارة الحيّ.

وحول رأيها عن عدم قدرة الناس على أكل اللحوم قالت: "أنّه شيء مبكٍ، لكن ربّما أفضل بسبب الأمراض والتلوّث التي تحملها هذه اللحوم لكم. حتّى هذه اللحظة لا أعلم كيف ما زلتم متقبّلين هذا الوضع، لا أعلم ما هذا الأفيون الذي يسيطر على عقولكم".

الحديث مع الست عايدة لا يُملّ منه،  على الرغم من بُعدها، إلّا أنّها ما زالت محافظة على روحها التي اعتدنا عليها، وصراحتها التي لا غبار حولها، فاليوم لبنان خسر عايدة كنجمة من سيتبعها؟