منذ صغرنا ونحن نتعلّم قواعد السلوك المفروضة من المجتمع، والتي يطلق عليها الآداب العامة، والتي تتناسب مع كلّ عصر بما يُلائمه. على سبيل المثال: كان مقبولاً لدى الإغريق تناول الطعام أثناء الاستلقاء، وكان ارتداء القفازات في الشّارع تصرّفاً غير مقبول قبل 150 عاماً، والكثير من الأشياء الأخرى مثل:
- خلال حكم أسرة تيودور في إنكلترا، جرت العادة على إحضار سكينك وملعقتك إلى المائدة. ولم تنطبق هذه العادة على المنازل الثرية التي تقدّم أدوات المائدة على سفرتها.
- إن نظرت إلى الصور القديمة، فستلاحظ أن الناس لا يبتسمون في أغلبها. يقول المؤرخون إن الأسنان أحد الأسباب وراء ذلك.إذ كانت أسنان معظم الناس في حالة غير جيّدة أو غير موجودة من الأساس، لذا لم يرغبوا في إظهارها في الصور.
- كان الشعر المجعّد جذاباً أكثر من الشّعر المفرود، والذي كان رائجاً لدى قلة من النساء لأنها منحت مظهراً مغروراً بعيداً عن البساطة.
- في القرن السادس قبل الميلاد، كان اليونانيون يرون التحدّث واليدين خارج الملابس تصرّفاً وقحاً؛ لذا قاموا بتغطية أيدي التماثيل بقطعة قماشيّة. ثمّ اندثرت هذه القاعدة لعدة قرون.
- شملت الخطوبة قواعد آداب كثيرة في العصر الفيكتوري. على سبيل المثال: تعيّن على الرجل الحصول على إذن من والد المرأة قبل التقدّم لخطبتها. وعند فسخ الخطوبة لأيّ سبب، وجب على الرجل والمرأة التوقف عن التواصل تماماً والتعامل كغرباء.
- أوصت كتب التربية الوالدين بتجاهل الطفل الباكي، واستمرت هذه التوصية حتى منتصف القرن العشرين اعتقاداً بأن هذه الطريقة ستقلّل من دلع الطفل على والديه.