الصوت الداخلي.. مناجاة أم مرض نفسي؟

يتحدث كثر من البشر مع أنفسهم، يتشاورون معها، يراجعون مواقف حصلت معهم، ويعاتبونها في كثير من الأحيان. في ذلك محاولة لتقديم النصائح وإعطاء التوجيهات، لما فيها من بناء للشخصية وعدم تكرار الأخطاء.
 
ولكنّ ذلك الصوت الخافت في الرأس، قد يكون صديقاً أو عدوّاً، فكيف ذلك؟
 
وفقاً لتقرير نشره موقع Live Science، فليس كلّ البشر بإمكانهم مناجاة أنفسهم. فالصوت الداخلي الذي يستطيع بعضنا الاستماع إليه، لا يمكن للبعض الآخر سماعه، فيما تكون الحالة عندهم صوراً أو أشكالاً معيّنة، و أحياناً لا شيء بتاتاً.
 
وأظهرت التقارير البحثية، أنّ هذه الظاهرة تبدأ مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و7 سنوات، ليكون بإمكانهم استخدام الصوت الداخلي أو حديث المناجاة مع النفس بصمت. فيما يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 21 شهراً استخدام بعض أشكال الصوتيات الداخلية.
 
ووفق علم النفس، فإنّ الصوت الداخلي عند الإنسان هو نتاج العقل وليس حالة هلوسة. ولكنه قد يتحوّل إلى أمر مزعج، بل قد يسبب في إصابة المرء بمرض نفسي، إذا تحوّل إلى مصدر للأفكار السلبية والمخاوف في نفس الإنسان.
 
ويحذّر من ذلك باحثون ألمان، أشاروا إلى أنّ "تكرار الاستماع للصوت الداخلي، يمكن أن يكون مثيراً للغضب وسلبياً، وخّاصة عند استخدام عبارات مثل: لن تنجح، إنّه أمر صعب".
 
وفيما يُعدُّ تجنّب الاستماع إلى الصوت الخافت في الرأس أمراً صعباً، ينصح الأطبّاء النفسيون مَن يعاني هذا الأمر، بالتفكير بطريقة إيجابية من جديد، والتحكّم بالصوت الداخلي عبر استكشافه وتحديد مكانه. وهذه الخطوة إن نجحت تعدّ عامل قوّة وجرأة وثقة بالنفس.