بالأرقام: الفقر في لبنان متعدّد الأبعاد

نعيش في لبنان حياة الجحيم، حياة تنقطع عنها الكهرباء، ونجد صعوبة معها في تأمين المياه، وحيث الطرقات لم تعد آمنة وسالكة، وباتت التكاسي صعبة المنال.
 
أوجه العذاب والفقر متنوعة، الصحة متدهورة، التعليم في خطر، المستوى الاجتماعي يتدهور، والحلول غائبة، ولا نسمع سوى همسات هنا وهناك عن اقتراب النّور من أن يبزغ، إلا أنها مجرّد كلام في الهواء، فلا صدق ولا مصداقية فيها.
 
رصدت دراسة للجنة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة معاناة اللبنانيين مع مستويات غير مسبوقة من الفقر، شملت معظم الأساسيّات المعيشيّة للأسر اللبنانية، فيما وصفت الدراسة الأمر بالفقر متعدّد الأبعاد.
 
ووفقًا للدراسة، فإنّ من يعانون الفقر متعدّد الأبعاد قد بلغوا في العام 2021 من إجمالي السكّان حوالَي 82%، فيما نسبة من يعانون الفقر المُدقع متعدّد الأبعاد تبلغ 40%.
 
والفقر متعدّدُ الأبعاد أسلوبٌ لقياس مستوى الفقر قياسًا أعمق، يشمل الظروف المعيشية كافة، سواء في ذلك الصحيّة منها والخدماتيّة والتعليميّة وغيرها، بعيدًا من حصره بمستوى الدخل فقط.
 
وتابعت الدراسة أنّ الأسر اللبنانية باتت محرومة من الرعاية الصحيّة، التي بلغت (33%) فيما لا يستطيع حوالَي 52% من السكّان الحصول على الدواء، وما يقارب الـ 54% لا يستطيعون الوصول إلى الطاقة الكهربائية. أما من لا يستطيع الوصول إلى فرص العمل فبلغت نسبته الـ 13%.
 
أما عن الفقر المادي في لبنان، فأشارت الدراسة إلى أنّه بلغ 74% متخطيًا نسبته السابقة البالغة 22% في العام 2019، و29% في العام 2019. أما عن حجم التضخم فمستوياته خطيرة وكبيرة مسجّلًا 281%.